تعليقة على منهج المقال - الوحيد البهبهاني - الصفحة ٣٥٥
وثاقته ثابتة والمانع بملاحظة ما أشرنا اليه غير ثابت بل الظاهر العدم والله يعلم وفي توحيد ابن بابويه رواية عن محمد بن عبيد عن الرضا عليه السلام أنه قال للعباسي يكف عن الكلام في التوحيد وغيره يكلم الناس بما يعرفون ويكف عما ينكرون ويظهر منها كونه من متكلمي الشيعة فاضلا دقيقا.
هشام بن احمد الذي اشترى أم الرضا عليه السلام لأبي الحسن يظهر من روايته تشيعه وكونه موثقا به في الجملة.
قوله في هشام بن الحكم يهرب هشام اه حكى هذه الحكاية في كمال الدين ببعض تغييرات و فيها أنه نزل بعد الهرب على بشر النبال ثم اعتل علة شديدة فقال له بشر آتيك بطبيب فقال لا انا ميت فلما حضره الموت قال لبشر إذا فرغت من جهازي فاحملني في جوف الليل وضعني على الكناسة واكتب رقعة وقل هذا هشام بن الحكم الذي يطلبه أمير المؤمنين مات حتف انفه وكان هارون قد بعث إلى إخوانه وأصحابه فاخذ فلما أصبح أهل الكوفة رأوه وحضر القاضي و صاحب المعونة والعامل والمعدلون بالكوفة وكتب إلى الرشيد بذلك فقال الحمد لله الذي كفانا امره فخلى عمن كان اخذه وقوله عنك وأبو الأسود اه هكذا في النسخ والظاهر ان فيه سقطا و يحتمل ان يكون صالحا يومى اليه ما مر في جعفر بن عيسى وقوله نصلى خلف اه مضى عن المصنف ره في على بن حديد الجواب عنه وسيجئ منا الإشارة إلى الجواب في يونس بن عبد الرحمن فلاحظ وتدبر وقوله يريد أبا شاكر اه بعيد بل الظاهر إرادة هشام كما لا يخفى ويشير اليه أيضا ما مر في سعد ان له كتاب مثالب هشام ويونس وأيضا نسبته إلى القول بأنه تعالى جسم لا كالأجسام مشهورة وفي موضعها مسطورة وروى الكافي ما ذكرنا وكذا الصدوق سيما في كتابه التوحيد فإنه أكثر من الرواية الدالة عليه فيه وفي بعضها قال عليه السلام ويله اما علم ان الجسم محدود وفي بعضها قاتله الله ومر في على بن حديد ذمه وقال المرتضى في الشافي فاما ما رمى به هشام بن الحكم ره من القول بالتجسم فالظاهر من الحكاية عنه القول بجسم لا كالأجسام ولا خلاف في ان هذا القول ليس تشبيه ولا ناقض لأصل ولا معترض على فرع وأنه غلط في عبارة يرجع في اثباتها ونفيها إلى اللغة وأكثر أصحابنا يقولون أنه أورد ذلك على سبيل المعارضة للمعتزلة فقال لهم إذا قلتم ان القديم تعالى شئ لا كالأشياء فقولوا أنه جسم لا كالأجسام وليس كل من عارض بشئ وسئل عنه يكون معتقدا له ويجوز ان يكون قصد به إلى استخراج جوابهم عن هذه المسئلة ومعرفة ما عندهم فيها أو إلى ان تبين قصورهم عن ايراد
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»