الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ١٥٦
البحث الثالث في: أعظمهم ضررا " وأعظمهم ضررا ": من انتسب إلى الزهد والصلاح بغير علم، فاحتسب بوضعه - أي: زعم أنه وضعه - حسبة " لله وتقربا " إليه.، ليجذب بها قلوب الناس، إلى الله تعالى بالترغيب والترهيب.
فقبل الناس موضوعاتهم، ثقة " بهم، وركونا " إليهم، لظاهر حالهم بالصلاح والزهد.
ويظهر لك ذلك: من أحوال الاخبار، التي وضعها هؤلاء في الوعظ والزهد، و ضمنوها أخبارا " عنهم، ونسبوا إليهم أفعالا " وأحوالا "، خارقة " للعادة، وكرامات لم يتفق مثلها لأولي العزم من الرسل.، بحيث، يقطع العقل بكونها موضوعة "، وإن كانت كرامات الأولياء، ممكنة في نفسها.
- 1 - ومن ذلك: ما روي عن أبي عصمة، نوح بن أبي مريم المروزي (2)، أنه قيل له:
من أين لك؟ عن عكرمة (3)، عن ابن عباس (4)، في فضائل القرآن.، سورة سورة وليس عند أصحاب عكرمة هذا. فقال: إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة، ومغازي محمد بن إسحاق (5).
فوضعت هذا الحديث حسبه (6).

(١) الذي في المخطوطة ورقة ٣٩ لوحة أ سطر ٤: وأعظمهم ضررا " فقط.، بدون: (البحث الثالث في أعظمهم ضررا ").
(٢) قال البخاري: منكر الحديث.، وقال الحاكم: وضع حديث فضائل القرآن الطويل.، ينظر: ميزان الاعتدال: ٤ / ٢٧٩.
(٣) عكرمة بن عبد الله البربري المدني، ٢٥ - ١٠٥ ه‍، ٦٤٥ - ٧٢٣ م.، مولى عبد الله بن عباس، كان من أعلم الناس بالتفسير والمغازي؟!..، ينظر: الاعلام: ٥ / ٤٣ - ٤٤.
(٤) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، ٣ ق ه‍ - ٦٨ ه‍، ٦١٩ - ٦٨٧ م، حبر الأمة، الصحابي الجليل...، ينظر: الاعلام: ٤ / ٢٢٨ - ٢٢٩.
(٥) محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي بالولاء، المدني، توفي سنة ١٥١.، من أقدم مؤرخي العرب..، ومن حفاظ الحديث..، ينظر: الاعلام: ٦ / ٢٥٢.
(٦) ينظر: تدريب الراوي: ص ١٠٢، والخلاصة في أصول الحديث: ص 79.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»