الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ٣٩٢
الحقل الخامس في: من ليس بعربي (1) وخامس.، وهو من ليس بعربي فيقال: فلان مولى، وفلان عربي صريح.
وهذا النوع أيضا " كثير، ومرجع الجميع إلى نص أهل المعرفة عليه.
وفي كتب الرجال تنبيه على بعضه (2).

(1) هذا العنوان.، ليس من النسخة الأساسية: ورقة 95، لوحة أ، سطر 6.، ولا، الرضوية.
(2) قال ابن كثير: وقد كان جماعة من سادات العلماء، في زمن السلف، من الموالي.
وقد روى مسلم في صحيحه: أن عمر بن الخطاب، لما تلقاه نائب مكة أثناء الطريق في حج أو عمرة قال له: من استخلفت على أهل الوادي؟ قال: ابن أبزى.
قال: ومن ابن أبزى؟ قال: رجل من الموالي.
فقال: أما إني سمعت نبيكم (صلى الله عليه وسلم) يقول: (إن الله يرفع بهذا العلم أقواما "، ويضع به آخرين).
وذكر الزهري: أن هشام بن عبد الملك قال له: من يسود مكة؟ فقلت: عطاء.
قال: فأهل اليمن؟ قلت: طاووس.
قال: فأهل الشام؟ فقلت: مكحول.
قال: فأهل مصر؟ قلت: يزيد بن أبي حبيب.
قال: فأهل الجزيرة؟ فقلت: ميمون بن مهران.
قال: فأهل خراسان؟ قلت: الضحاك بن مزاحم.
قال: فأهل البصرة؟ قلت: الحسن بن أبي الحسن.
قال: فأهل الكوفة؟ فقلت: إبراهيم النخعي.
وذكر انه يقول له عند كل واحد: أمن العرب أم من الموالي؟ فيقول: من الموالي.
فلما انتهى قال: يا زهري، والله لتسودن الموالي على العرب، حتى يخطب لها على المنابر والعرب تحتها.، فقلت: يا أمير المؤمنين، إنما هو أمر الله وديته.، فمن حفظه ساد، ومن ضيعه سقط (الباعث الحثيث: ص 246 - 247)، وينظر: علوم الحديث لابن الصلاح - تحقيق عتر -: ص 402 - 403.
وأقول: نعم، فالمسألة مسألة دين، وليست مكاسب قومية، في مفاضلة بين أصول عرقية، عربية وغير عربية.
وإلا، فالميدان كان، وفي ذلك الوقت بالذات، ثريا " بالأعراق الطاهرة العربية، متمثلة بالأئمة المعصومين، كالباقر (عليه السلام)، ذوي المعطيات والقيم والمثل الرسالية.، وهم هم، بما في ذلك صحبهم المنتجبين، كجابر الأنصاري مثلا "، بصرف النظر عن كونهم - والمقياس دين وتقوى - نتاج سيولة عربية - كما أسلفت -، أو غير عربية.
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»