الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ٢٥٥
واستدلوا عليه أيضا " بقوله (صلى الله عليه وآله): ان بلالا " يؤذن بليل، فكلوا واشربوا، حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم (1).
- 2 - وقيل: بل، يشترط الرؤية، لامكان المماثلة في الصوت.
وقد كان بعض السلف يقول (2): إذا حدثك المحدث، فلم تر وجهه، فلا تر وجهه، فلا ترو عنه.، فلعله شيطان قد تصور في صورته.، يقول: (حدثنا)، و (أخبرنا) (3).
- 3 - والحق.، إن العلم بالصوت يدفع ذلك.، واحتمال تصور الشيطان، مشترك بين المشافهة ووراء الحجاب.

(١) وفي صحيح البخاري: ج ٣ ص ٣٧.، كتاب الصيام..
ان بلالا " ينادي بليل، فكلوا واشربوا، حتى ينادي ابن أم مكتوم.
(٢) والذي في النسخة الرضوية: ورقة ٣٧، لوحة ب.، سطر ٣: (وقد كان السلف يقول)، من غير كلمة (بعض).، وهو اشتباه من الناسخ فيما يبدو.
(٣) قال ابن كثير: (وقال بعضهم عن شعبة: إذا حدثك من لا ترى شخصه، فلا ترو عنه، فلعله شيطان قد تصور في صورته.، يقول (حدثنا)، (أخبرنا).، وهذا عجيب وغريب جدا ").، (الباعث الحثيث: ص ١١٨).
وقال الشيخ المامقاني: (ورد.، بأن العلم بالصوت يدفع ذلك.، واحتمال تصور مشترك بين المشافهة ووراء الحجاب.
مضافا " إلى أن الرواية لو كانت شرطا "، لم تصح رواية الأعمى، كابن أم مكتوم.، والتالي بين الفساد، فكذا المقدم.، وأيضا ": قد كان السلف يسمعون من أزواج النبي (ص) وغيرهن من النساء من وراء حجاب، وترويه عنهن اعتمادا " على الصوت.
واستدلوا على عدم الاشتراط أيضا ": بأن النبي (ص) أمر بالاعتماد على سماع صوت ابن أم مكتوم المؤذن.، في حديث: ان بلالا " يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم - الحديث -.، مع غيبة شخصه عمن يسمعه.، وأنت خبير: بان هذا الوجه أجنبي عن المطلوب، فإن الاذان غير الرواية المبحوث عنها، كما لا يخفى).، (مقباس الهداية: ص 168).
وأقول: كلمة (ترويه) خطأ.، والصحيح (يروونه).، ولعله اشتباه مطبعي.
وان كلمة (الحديث)، بين أم مكتوم، و (مع غيبة شخصه) زائدة لا ضرورة لها، وقد تكون موهمة.، علما " بأن (في الحديث) تصدرت قول الرسول (ص).
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»