تكون تجارة عن تراض منكم " (1) وهذه تجارة عن تراض، ومن منع منه فعليه الدلالة، وأكثر أخبارنا تدل على ما قلناه (2).
واحتجوا بما روي: أن رجلا باع من رجل حريرة بمائة، ثم اشتراه بخمسين، فسأل ابن عباس عن ذلك فقال: دراهم بدراهم متفاضلة دخلت بينهما حريرة (3).
وروى يونس بن أبي إسحاق السبيعي (4) عن أمه عالية بنت أيفع (5) قالت: خرجت إلى الحج أنا وأم محبة (6) فدخلنا على عائشة فسلمنا عليها، فقالت: من أين أنتن؟ فقلنا: من الكوفة - وكأنها أعرضت -، فقالت لها أم محبة:
يا أم المؤمنين كانت لي جارية، فبعتها من زيد بن أرقم بثمانمائة درهم إلى عطائه - وفي بعضها إلى العطاء - فأراد أن يبيعها، فاشتريتها منه بستمائة نقدا، فقالت:
بئس ما شريت وبئس ما بعت، أخبري زيد بن أرقم أنه أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وآله إلا أن يتوب، فقالت: أرأيت أن أخذت رأس