زبدة الأصول - السيد محمد صادق الروحاني - ج ١ - الصفحة ١٢١
الظهور العرفي في إرادة الواحد، وقيل هذا العرف والعقلاء ببابك، فاختير ذلك منهم فيما لو امر المولى العرفي عبده باتيان ماله معان متعددة كالعين: فإنهم لا يحكمون بلزوم اتيان جميع معانيه. فلو تمت هذه الدعوى، والا فمقتضى الاطلاق الحكم بإرادة الجميع.
ولو دار الامر بين إرادة مجموع المعنيين، أو جميعهما بنحو التعدد في الاستعمال، فلابد من الحمل على إرادة المعنيين بالنحو الثاني: إذ الاستعمال على الأول: مجاز دون الثاني، وأصالة الحقيقة تثبت الثاني.
واما لو قلنا بعدم جواز الاستعمال في أكثر من معنى، فسواء تردد الامر بينه وبين إرادة أحد المعنيين، أو مجموعهما لا سبيل إلى الالتزام به كما هو واضح، واما ان قلنا بأنه ممكن ولكنه مجاز فان دار الامر بين ارادتهما ذلك، أو أحدهما يحمل على الثاني لأصالة الحقيقة، وان دار بين ارادتهما كذلك، أو إرادة مجموع المعنيين فحيث ان كلا منهما مجاز فلا أصل يعين أحدهما فلابد من الانتهاء إلى الأصول العملية.
ثم انه قال المحقق الخراساني بعد ما منع عن جواز استعمال اللفظ في أكثر من معنى واحد: وهم ودفع لعلك تتوهم ان الأخبار الدالة على أن للقرآن بطونا سبعة أو سبعين تدل على وقوع استعمال اللفظ في أكثر من معنى واحد فضلا عن جوازه، ولكنك غفلت عن انه لا دلالة لها أصلا على أن إرادتها كانت من باب إرادة المعنى من اللفظ فلعلها كانت بإرادتها في أنفسها حال الاستعمال في المعنى لا من اللفظ كما إذا استعمل فيها، أو كان المراد من البطون لوازم معناه المستعمل فيه اللفظ وان كان أفهامنا قاصرة عن ادراكها انتهى.
ويرد على ما افاده أولا: ان إرادة المعنى، بمعنى تصوره حين استعمال اللفظ في غيره، لا توجب كون ذلك المتصور بطنا للقرآن ومعنا له بل كانت شيئا أجنبيا عنه أريدت حال التكلم بألفاظه، مع أن ذلك لا يوجب عظمة القرن على غيره وفضيلته على ساير المحاورات لا مكان ان يراد المعاني بأنفسها حال التكلم بالألفاظ غير القرآن بل بالمهملات، نعم ما افاده ثانيا من كون المراد بالبطون لوازم معناه وملزوماته التي لم تصل إلى ادراكها أفهامنا القاصرة تام.
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المؤلف 3
2 اما المقدمة، ففي بيان أمور 5
3 ثبوت المبادئ الأحكامية لعلم الأصول و عدمه 5
4 لزوم الموضوع للعلم و عدمه 6
5 لزوم البحث عن العوارض الذاتية لموضوع العلم وعدمه 8
6 ما به تمايز العلوم 13
7 موضوع علم الأصول 16
8 تعريف علم الأصول 18
9 العلقة الوضعية ليست من الأمور الواقعية 22
10 بيان حقيقة الوضع 24
11 اقسام الوضع امكانا ووقوعا 29
12 في المعنى الحرفي 31
13 مختار المحقق الخراساني في المعنى الحرفي و نقده 34
14 مختار الأستاذ الأعظم في المعنى الحرفي و نقده 41
15 بيان المختار في المعنى الحرفي 42
16 الوضع في الحروف عام و الموضوع له عام 44
17 تحقيق الانشاء و الاخبار 46
18 أسماء الإشارة و الضمائر 50
19 استعمال اللفظ في المعنى المجازى 52
20 استعمال اللفظ في نوعه 53
21 اطلاق اللفظ و إرادة شخصه 56
22 تبعية الدلالة للإرادة 59
23 وضع المركبات 62
24 التبادر من علائم الحقيقة 64
25 عدم صحة السلب من علامات الحقيقة 66
26 الاطراد علامة الحقيقة 69
27 تعارض الحوال 71
28 الحقيقة الشرعية 72
29 الصحيح والأعم 75
30 الاحتياج إلى تصوير الجامع 79
31 تصوير الجامع بين الافراد الصحيحة 80
32 تصوير الجامع على الأعم 86
33 الوجه الثاني لتصوير الجامع على الأعم 90
34 الوجه الثالث - و الرابع 91
35 بيان ثمرة المسألة 92
36 الثمرة الثانية 95
37 الثمرة الثالثة 96
38 أدلة القول بالصحيح 97
39 وجوه القول بالوضع للأعم 100
40 المقام الثاني في المعاملات 104
41 جواز التمسك بالاطلاق في المعاملات 107
42 اقسام دخل الشئ في المأمور به 110
43 الاشتراك 112
44 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 116
45 المشتق 122
46 ثمرة هذا البحث 124
47 النزاع عام لاسم الزمان 128
48 عدم دلالة الافعال على الزمان 131
49 اختلاف المشتقات في المبادئ 132
50 بيان المراد من الحال في العنوان 134
51 في تعيين ما يقتضيه الأصل 137
52 ما يدل على المختار في وضع المشتق 139
53 أدلة القول بالوضع للأعم 143
54 في بساطة مفهوم المشتق و تركبه 146
55 دليل تركب المشتق 151
56 الفرق بين المشتق و مبدأه 152
57 ملاك الحمل 154
58 ما هي النسبة بين المبدأ و الذات 155
59 ما هو المتنازع فيه في المشتق 157
60 الأوامر (فيما يتعقل بمادة الامر) 159
61 المعنى الاصطلاحي للفظ الامر 162
62 اعتبار العلو في معنى الامر 164
63 الامر محمول على الوجوب 165
64 الجهة الرابعة في اتحاد الطلب و الإرادة 167
65 الجبر و الاختيار 169
66 أقوال الجبريين و مسالكهم في الجبر 169
67 القول بالتفويض 171
68 معنى الامر بين الامرين 172
69 أدلة الجبريين لما ذهبوا اليه 176
70 جواب الحكماء و نقده 176
71 جواب المحقق العراقي و نقده 177
72 تجرد النفس عن المادة 178
73 الشوق ليس علة للفعل الاختياري 181
74 قانون العلية العامة 182
75 ايرادات هذا الوجوب و نقدها 183
76 عدم استحالة الترجيح بلا مرجح 186
77 قانون الوراثة 188
78 الاعتياد 188
79 الندامة و احساس المسؤولية 189
80 الاستدلال للجبر بمبدئية الله سبحانه 190
81 الاستدلال للجبر بانتهاء الافعال إلى إرادة الله تعالى 191
82 توضيح كلام المحقق الخراساني 192
83 وجه ايجاد من سيوجد منه المهلكات 194
84 الموجب لاختيار الله تعالى العقاب 195
85 إرادة الله تعالى على قسمين 196
86 إرادة الله من صفات الفعل 197
87 افعال العباد غير متعلقة لإرادة الله تعالى 198
88 الآيات التي استدل بها على تعلق إرادة الله تعالى بالافعال 199
89 المشيئة الإلهية و افعال العباد 201
90 الاستدلال للجبر بعلم الله تعالى 204
91 الاستدلال للجبر بسلطنة الله تعالى 205
92 الاستدلال للجبر باسناد الاضلال إلى الله تعالى 206
93 كلام العارف الشيرازي في معنى الاضلال 210
94 الآيات التي استدل بها للجبر 214
95 القول بالجبر مخالف للوجدان 216
96 التحسين و التقبيح العقليان 217
97 عدالة الله تعالى 219
98 التكليف بما لا يطاق 220
99 الاستدلال للقول بالتفويض و نقده 222
100 الامر بين الامرين 223
101 بحث روائي - أحاديث حول الجبر والاختيار 224
102 دفع الشبهة عن الحديث القدسي 230
103 حقيقة السعادة والشقاوة 231
104 اختلاف الناس في الصفات النفسانية 233
105 البداء في التكوين 234
106 كلمات علمائنا في معنى البداء 235
107 ما هو الحق في معنى البداء 237
108 تنبيهات 240
109 الكلام النفسي 241
110 أدلة الأشاعرة على الكلام النفسي 242
111 الدليل على عدم ثبوت الكلام النفسي 245
112 الفصل الثاني فيما يتعلق بصيغة الامر 247
113 دلالة صيغة الامر على الوجوب و عدمها 249
114 دلالة الجملة الخبرية على الوجوب 255
115 التعبدي والتوصلي 257
116 الدواعي القربية 260
117 اخذ قصد الامر في المتعلق 262
118 اخذ قصد الامر في المتعلق بالامر الثاني 269
119 اخذ الجامع بين قصد الامر وغيره في المتعلق 272
120 اخذ ما يلازم قصد الامر في المتعلق 274
121 ما يقتضيه الأصل اللفظي 275
122 ما يقتضيه الاطلاق المقامي 281
123 ما يقتضيه الأصل العملي 282
124 الشك في سقوط الواجب في ضمن الفرد المحرم 285
125 الشك في سقوط الواجب بالفعل غير الاختياري 287
126 الشك في سقوط الواجب بفعل الغير 288
127 تقسيم الواجب إلى النفسي و الغيري 290
128 الامر عقيب الحظر 291
129 المرة و التكرار 293
130 الفور و التراخي 295
131 في أنه على الفورية هل يجب فورا ففورا 298
132 مبحث الاجزاء 299
133 بيان المراد من الاقتضاء و الاجزاء 300
134 الفرق بين هذه المسألة و مسألة المرة و التكرار 302
135 اجزاء الاتيان بالمأمور به عن امره 304
136 عدم جواز تبديل الامتثال بامتثال اخر 304
137 اجزاء الاتيان بالمأمور به الاضطراري 310
138 ارتفاع العذر في الوقت 315
139 بيان ما يقتضيه الأدلة في مقام الاثبات 318
140 جواز البدار و عدمه 320
141 اجزاء الاتيان بالمأمور به الظاهري 322
142 ما يقتضيه الأصول العملية 329
143 ما يقتضيه الأدلة الثانوية 332
144 الاجزاء في القطع بالامر في صورة الخطاء 334
145 العدول من مجتهد إلى آخر 335
146 في اختلاف الحجة بالنسبة إلى شخصين 337
147 مقدمة الواجب 339
148 مبحث المقدمة من المسائل الأصولية 340
149 هذه المسألة من المسائل العقلية 342
150 بيان خروج الاجزاء عن حريم النزاع 343
151 الشرط المتأخر 348
152 الشرط المتأخر للمأمور به 352
153 الواجب المشروط 355
154 مقدمات الواجب المشروط 364
155 حكم التعلم 365
156 وجوب التعلم عند الشك في الابتلاء 370
157 بيان حكم المقدمات المفوتة 372
158 الواجب المعلق 377
159 ما استدل به لعدم معقولية الواجب لمعلق 379
160 تردد امر القيد بين رجوعه إلى الهيئة أو المادة 386
161 الواجب النفسي والغيري 391
162 لو دار الامر بين كون الواجب نفسيا أو غيريا 394
163 آثار الواجب النفسي و الغيري 399
164 بيان اشكال الطهارات الثلاث و الجواب عنه 402
165 الأقوال في وجوب المقدمة 406
166 اشتراط وجوب المقدمة بقصد التوصل 407
167 المقدمة الموصلة 410
168 بيان ثمرة القول باختصاص الوجوب بالموصلة 416
169 ثمرة القول بوجوب المقدمة 418
170 بيان ما يقتضيه الأصل العملي في المقام 422
171 دليل القول بوجوب المقدمة 425
172 الواجب الأصلي والتبعي 431
173 مقدمة الحرام 433