المحكم في أصول الفقه - آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم - ج ٦ - الصفحة ٣٩٢
يستكشف بذلك كون جميع موارد العدول تبتني على انتهاء أمد الحجية دون اضمحلالها حتى العدول الناشئ من الأعلمية، ليخرج بذلك عما عرفت من ابتناء العدول للأعلمية على الاضمحلال. فلاحظ.
وأما إذا لم يكن العدول لأعلمية المعدول إليه، بل لأمر تعبدي من موت أو نحوه - على ما سبق الكلام فيه - فإن كان لدليله إطلاق يعم الوقائع السابقة بنحو ينافي بقاء حجية الأول فيها يتجه البناء على عدم الاجزاء أيضا.
بخلاف ما إذا لم يكن لدليله إطلاق يعمها. إما لكونه لبيا من إجماع أو نحوه - كما قيل أنه العمدة في وجوب العدول مع الموت - حيث كان المتيقن منه الوقائع اللاحقة أو السابقة التي عمل فيها برأيه، إذ لا إجماع على حجيته، كيف وقد اشتهر القول بالاجزاء فيها، بل ادعي عليه الاجماع.
أو لكونه لفظيا يختص بالوقائع اللاحقة، كما هو الحال بناء على ما ذكره بعض مشايخنا في وجه وجوب العدول مع الموت من لزوم تحقق العناوين المأخوذة في الأدلة الشرعية من الفقيه والعالم ونحوهما حين الرجوع للمفتي الذي هو وقت سؤاله، فلا يجوز تقليد الميت لو احتيج لسؤاله للجهل بفتواه وإن جاز العمل بفتواه مع العلم بها، لوضوح أن الجهل بفتواه إنما يقتضي السؤال بالإضافة إلى الوقائع اللاحقة التي يراد العمل فيها وكذا السابقة التي لم يعمل فيها ويراد تدارك العمل فيها، دون السابقة التي عمل فيها على طبق فتوى الميت، حيث يعلم بمطابقة فتواه للعمل الواقع بنحو لا يحتاج للتدارك لو كانت حجة بلا حاجة إلى السؤال منه.
وحينئذ يتعين الاجزاء أما مع أعلمية المعدول عنه فظاهر، لعموم بناء العقلاء على حجية رأي الأعلم فيقتصر في الخروج عنه على المتيقن. وأما مع عدم أعلميته أو عدم ثبوتها فلا طلاق الأدلة المصححة لتقليده سابقا ولو بضميمة استصحاب حجية فتواه بالإضافة إلى الوقائع السابقة الذي سبق جريانه
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقصد الثالث في التعارض المعنى اللغوي للتعارض 9
2 المعنى الاصطلاحي للتعارض 11
3 لابد من تمامية موضوع الحجية في كلا المتعارضين، فلا تعارض مع رفع أحدهما لموضوع الحجة في الآخر، كما في موارد الجمع العرفي 15
4 لابد في التعارض من تنافي مؤدى الدليلين، مع بيان ضابطه 17
5 الفرق بين التعارض والتزاحم 21
6 الكلام في توقف التزاحم على تعذر امتثال التكليفين معا 23
7 هل يجتمع التعارض والتزاحم في مورد 24
8 حقيقة التزاحم الحكمي والملاكي والفرق بينهما 27
9 وجه الترجيح بالأهمية والتخيير مع المساوي في التزاحم الحكمي 35
10 تحديد مورد التزاحم الحكمي 37
11 الكلام في اجتماع الأمر والنهي 41
12 قاعدة الجمع أولى من الطرح 42
13 منهج البحث 43
14 الباب الأول: في الأدلة التي يكون لبعضها دخل في العمل بالآخر بلا تمانع في مقام الحجية، وفيه مقامان 45
15 المقام الأول: في اقسام النسب، وفيه فصول 47
16 الفصل الأول: في التخصص والورود 48
17 توارد الحكمين مع الكلام في الترجيح بينهما بالسبق الزماني 52
18 الفصل الثاني: في الحكومة، مع الكلام في تحديدها 59
19 الحكومة البيانية و الحكومة العرفية، و وجه تقديم الدليل الحاكم فيها 64
20 هل يتوقف تقديم الحاكم على أقوائية دلالته من المحكوم؟ 69
21 هل يسري إجمال الحاكم للمحكوم؟ 69
22 تختص الحكومة بالأدلة اللفظية 71
23 الفصل الثالث: في الجمع العرفي 73
24 المدار في انعقاد الظهور على فراغ المتكلم من كلامه لا على استيعاب القرائن المنفصلة، من دون فرق بين كلام الشارع وغيره 73
25 الجمع العرفي بين الكلامين و الدليل على لزوم العمل به 77
26 المعيار في الجمع العرفي على إقوائية الظهور 78
27 مع تنافي صدر الكلام وذيله هل يتقدم ظهور الصدر أو الذيل؟ 81
28 تحديد موارد الجمع العرفي 82
29 هل يتعين الجمع العرفي مع احتمال النسخ؟ وبيان خصوصية الظهورات الشرعية في ذلك 83
30 تقديم أصالة الصدور على أصالة الظهور 87
31 تعارض العموم الوضعي والإطلاقي 89
32 تعارض الاطلاق الشمولي والبدلي 92
33 الكلام في انقلاب النسبة بين الظهورين بسبب ظهور ثالث 96
34 فروض انقلاب النسبة و صوره المذكورة في كلماتهم 100
35 المقام الثاني: في مراتب الأدلة 109
36 تقديم الطرق والأمارات على الأصول 111
37 هل يجري الأصل الموافق للأمارة أو الطريق؟ 115
38 إذا لم يكن لدليل حجية الطريق إطلاق يشمل مورد الأصل 116
39 العلم اجمالا بكذب الطريق أو الأصل مع تعدد موضوعهما 117
40 لا فرق بين الأصول التعبدية وغيرها 118
41 تقديم الأصل السببي على المسببي 118
42 الكلام في وجه الرجوع للعام بعد تساقط الخاصين المتعارضين 127
43 الباب الثاني: في الأدلة المتعارضة 129
44 لا فرق في محل الكلام بين الأدلة الاجتهادية والأصول العملية 129
45 الكلام في المقامين المقام الأول: في مقتضى الأصل في المتعارضين. وأن الأصل فيهما التساقط 133
46 حقيقة الحجية التخييرية 134
47 الكلام على فرض السببية 136
48 ما ذكره المحقق الخراساني في تقريب أصالة التساقط 139
49 التعارض بين أكثر من دليلين 141
50 جريان الأصول في أطراف العلم الإجمالي 142
51 ليس من المرجحات كثرة الأدلة في أحد الطرفين المتعارضين 145
52 الكلام في حجية المتعارضين في نفي الثالث 146
53 الكلام في تبعية الأدلة الإلتزامية للدلالة المطابقية في الحجية و عدمها 147
54 الكلام في حجية النسخ المختلفة في نفي ما عداها 159
55 تعارض القطعي مع الظني 160
56 المقام الثاني: في مقتضى الأدلة الخاصة في المتعارضين، وهي مختصة بتعارض الأخبار 163
57 الفصل الأول: في الترجيح، وفيه مباحث المبحث الأول: في أدلته. الاستدلال بالاجماع 165
58 نصوص الترجيح، مقبولة ابن حنظلة 167
59 المبحث الثاني: في المرجحات المنصوصة 174
60 الكلام في الترجيح بصفات الراوي 174
61 الكلام في الترجيح بشهرة الرواية، وحقيقتها 178
62 الكلام في الترجيح بموافقة الكتاب الكريم، وفي حقيقتها و حقيقة المخالفة له 180
63 الترجيح بموافقة السنة 186
64 الترجيح بمخالفة العامة 186
65 الكلام في تخريج المرجح المذكور على القاعدة 190
66 المعيار على مخالفة فتاواهم لا أخبارهم 191
67 الكلام فيما لو اختلفت فتوى العامة 192
68 يكفي في المرجوحية الموافقة للعامة، وإن لم يكونوا منتسبين لسلطان أو كانوا أسبق زمانا من صدور الخبر، دون المتأخرين عنه 193
69 تحديد العامة الذين يدور عليهم هذا المرجح 193
70 الكلام في مرجحية الإجماع 194
71 الكلام في مرجحية الأحدثية 195
72 الكلام في مرجحية موافقة الاحتياط 202
73 الكلام في ترجيح الحكم على المتشابه 203
74 المبحث الثالث: في التعدي عن المرجحات المنصوصة 205
75 المبحث الرابع: في الترتيب بين المرجحات ذاتا أو بلحاظ النصوص 213
76 المبحث الخامس: في الجهل بوجود المرجح 222
77 الفصل الثاني: في تعادل الدليلين 225
78 أدلة التخيير ومناقشتها 226
79 أدلة التوقف والتساقط 231
80 وجوه الجمع بين نصوص التخيير والتوقف 234
81 الكلام في ما ينبغي العمل عليه مع استحكام التعارض بين الطائفتين 241
82 بناءا على التخيير فالمراد به التخيير في المسألة الأصولية 243
83 هل التخيير وظيفة للمفتي أو المستفتي؟ مع الكلام في حكم باب الخصومة والقضاء 244
84 هل التخيير ابتدائي أو استمراري؟ 249
85 الفصل الثالث: في لواحق الكلام في مفاد أدلة المتعارضين الخاصة و فيه مسائل 253
86 المسألة الأولى: في خروج مورد الجمع العرفي عن مورد النصوص 253
87 المسألة الثانية: في العامين من وجه ونحوهما مما يمكن فيه تنزيل ظهور كل من‌ المتعارضين على ما يناسب الآخر 258
88 المسألة الثالثة: في التعارض بين أكثر من دليلين 263
89 المسألة الرابعة: في اختلاف النسخ 264
90 المسألة الخامسة: في تعارض غير الأخبار من الحجج 267
91 خاتمة: في مرجحات باب التزاحم 270
92 الترجيح بالأهمية و باحتمال الأهمية و بأقوائية احتمال الأهمية 271
93 لا يجوز ايقاع التزاحم بين التكليفين 278
94 الكلام في ترجيح ما له بدل اضطراري على ما ليس له بدل 278
95 ترجيح ما تعتبر فيه القدرة عقلا على ما تعتبر شرعا 279
96 الكلام في الترجيح بالسبق الزماني 280
97 تنبيه: في التزاحم بين التكاليف الضمينة 283
98 خاتمة علم الأصول: في الاجتهاد والتقليد المقام الأول: في الاجتهاد تعريف الاجتهاد لغة واصطلاحا 291
99 يقع الكلام في مسائل المسألة الأولى: في تجزي الاجتهاد وان الحق إمكانه و وقوعه 295
100 وجوب عمل المتجزي برأيه في ما وصل إليه، وتقليده لغيره في ما لم يصل إليه على تفصيل 300
101 المسألة الثانية: في التخطئة و التصويب 301
102 وجوه التصويب 302
103 التخطئة والتصويب 302
104 التخطئة و التصويب في الأحكام الظاهرية 307
105 المسألة الثالثة: في كيفية فتوى المجتهد 308
106 المقام الثاني: في التقليد مفهوم التقليد 311
107 دليل جواز التقليد الذي يدركه العامي والمجتهد 314
108 تقريب الاستدلال بسيرة العقلاء، واستعراض ما دل على إمضائها من الكتاب والسنة وسيرة المتشرعة 317
109 تحديد مورد السيرة في ضمن مسائل 324
110 المسألة الأولى: في اعتبار الوثوق بالمفتي و يتفرع عليه اعتبار الإيمان والعدالة 325
111 المسألة الثانية: في اعتبار العقل في المفتي 327
112 المسألة الثالثة: في تقليد الميت. استعراض أدلة المنع و مناقشتها، و منها الاجماع المدعى من بعضهم 328
113 مقتضى الأصل العقلي و الشرعي في المسألة 337
114 الكلام في البقاء على تقليد الميت 343
115 تفصيل السيد الخوئي في المقام و مناقشته 344
116 الكلام في ما لو كان الميت مساويا للحي في الفضيلة 349
117 إذا قلد من يجوز البقاء على تقليد الميت فمات هل يجوز البقاء على تقليده اعتمادا على فتواه 350
118 المسألة الرابعة: في تقليد من خرج استنباطه عن المتعارف 352
119 المسألة الخامسة: في التقليد في موارد الطرق والأصول 353
120 تقليد القائل بانسداد باب العلم في الأحكام الشرعية 357
121 المسألة السادسة: في التخيير بين المتساويين في الفضيلة، و تعيين الأعلم مع التفاضل 359
122 المعيار في الأعلمية 373
123 حكم التفاضل بمرتبة ضعيفة 374
124 الكلام في وجوب الفحص عن الأعلم 375
125 لو تعذرت معرفة الأعلم 376
126 إذا شك في اختلاف المجتهدين في الفتوى 379
127 هل يجب سؤال من لا فتوى له، ليحمل على النظر في المسألة؟ 385
128 المسألة السابعة: هل يجوز لواجد ملكة الاجتهاد من دون أن يعملها ترك النظر والرجوع لمن له الفتوى 386
129 المسألة الثامنة: هل يجزي العمل المطابق لتقليد سابق 388
130 خاتمة: في وجوب استفراغ الوسع في الفحص عن الأدلة على المجتهد 399
131 لا يجب الفحص عن الدليل الموافق للدليل الواصل 407
132 الكلام في مقدار الفحص 407
133 لو تعذر الفحص 408
134 الفحص عما يشك في الابتلاء به 408
135 يجب على العامي الفحص عن مفاد الأدلة بالرجوع للمجتهد 410
136 حكم العمل من دون فحص 411
137 الفحص في الشبهات الموضوعية 412