دليل على ذلك، بل الوجدان يقتضى خلافه، بداهة اشتراك الشمس مع النار في الحرارة مع عدم اتحاد حقيقتهما، بل هما ممتازان بالهوية. وبالجملة: مجرد اشتراك شيئين في اثر لا يكشف عن اتحاد حقيقتهما، ولم يقم برهان على ذلك (1) نعم لابد ان يكون بين الشيئين جامع يكون ذلك الجامع هو المؤثر لذلك إذ لا يمكن صدور الواحد عن متعدد، الا ان مجرد ثبوت الجامع بينهما لا يلازم اتحاد هويتهما وحقيقتهما، بل من الممكن ان يكونا مختلفي الحقيقة، ومع ذلك يكون بينهما جامع في بعض المراتب يقتضى ذلك الجامع حصول ذلك الأثر، فإذا لم يكن ذلك الجامع راجعا إلى وحدة الهوية والحقيقة لم يكن هو المسمى بالصلاة مثلا، لما عرفت:
ان الأسماء انما تكون بإزاء الحقائق، والمفروض اختلاف حقايق مراتب الصلاة وان كان بينهما جامع بعيد يقتضى اثرا واحدا فتأمل.
وثالثا: الأثر انما يكون مترتبا على الصلاة بعد الاتيان بها وبعد الامر بها، والامر بها انما يكون بعد التسمية، فلا يمكن ان يكون ذلك الأثر المتأخر في الوجود عن المسمى بمراتب معرفا وكاشفا عن المسمى، بداهة انه عند تعيين المسمى لم يكن هناك اثر حتى يكون ذلك الأثر وجها للمسمى لكي يمكن تصور المسمى بوجهه، لان تصور الشئ بوجهه انما هو فيما إذا كان الوجه سابقا في الوجود عن التصور، و المفروض ان الأثر انما يكون متأخرا في الوجود من تصور المسمى، فكيف يمكن جعله معرفا للمسمى فتأمل.
ورابعا: لو جعل المسمى هو ما يترتب عليه ذلك الأثر على وجه يكون ذلك الأثر قيدا في المسمى، لكان اللازم هو القول بالاشتغال عند الشك في الأقل والأكثر الارتباطيين، بداهة ان المأمور به ح ليس هو نفس أفعال الصلاة، بل ما يترتب عليها ذلك الأثر، فمرجع الشك في جزئية شئ للصلاة هو الشك في ترتب ذلك الأثر على الفاقد لذلك الجزء، ويكون ح من الشك في حصول ما هو قيد للمأمور به، ومن