عن الحقيقة والهوية، ويكون مما يلحق الجنس ويعرض له، سواء كان مما يعرض الجنس القريب كالمتحرك بالإرادة العارض للحيوان، أو الجنس البعيد كالنامي العارض للجسم. وحينئذ لو كان مفهوم الشئ من العرض العام لكان اللازم ان يكون من اللواحق والعوارض الجنسية، ونحن لا نتعقل ان يكون هناك جنس يكون الشئ من عوارضه، إذ ليس فوق مفهوم الشئ امر يكون الشئ عارضا عليه، بل الشئ هو فوق كل موجود في العالم، بحيث يصدق على جميع الموجودات من الماديات والمجردات والجواهر والاعراض - انه شئ، فكيف يمكن ان يكون الشئ من العوارض الجنسية؟ وأي جنس يكون فوق الشئ؟ حتى يكون الشئ عارضا له، فلابد ان يكون الشئ هو بنفسه جنسا عاليا لجميع الموجودات الامكانية من الماديات و غيرها.
واما توهم انه لا يمكن ان يكون الشئ جنسا للموجودات، لاطلاق الشئ على الباري تعالى، مع أنه لا جنس له لاستلزامه التركيب فلا يخفى فساده، فإنه تعالى شئ الا انه لا كالأشياء، كما ورد ذلك في خطبته عليه السلام (1) فليس اطلاق الشئ عليه كاطلاقه على سائر الأشياء حتى يلزم التركيب في ذاته تعالى.
فان قلت: ان الشيئية انما تكون من الأمور الانتزاعية الخارجة المحمول، فلا يمكن ان تكون جنسا عاليا، لان الجنس لابد ان يكون ذاتيا للشئ، فلا يمكن ان