نهاية النهاية - المولى محمد كاظم الخراساني - ج ٢ - الصفحة ٢٣
ما يصدر منهم نؤمن به وكل ما سوى ذلك نكفر به.
ما يرد على بعث الرسل وغيره قوله: ويكون حجة على من سأت سريرته:
أي يكون قاطعا سبيل الاعتراض عنهم، بمثل (لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك)، وأنت خبير: بأن التكليف لغرض العقاب من أقبح ما يكون، ويظهر من هذه العبارة: أن تلك الخصوصية الذاتية هي المستتبعة للعقاب، وان الاستحقاق ثابت بلا توسط قصد المعصية، وان التكليف لمجرد قطع اعتراضهم ومقتضى ما سبق منه أن يكون التكليف هو المحصل لسبب الاستحقاق، وهو القصد إلى العصيان، وهو أشد فسادا من هذا، لما عرفت من أنه مستلزم لان يكون التكليف نقمة على العصاة، كما كان رحمة للمؤمنين الأبرار.
قوله: إذ للخصم أن يقول: بأن استحقاق:
مقصوده: ان المصادف قطعه للواقع هو الذي خالف وعصى عن عهد، واما غير المصادف فلم يتحقق منه اختيار المعصية الواقعية.
نعم، المتحقق منه اختيار ما تخيله معصية، فظهر عدمها، فهو غير عاص بلا اختيار، وغير العاصي بلا اختيار لا يستحق العقاب كغير العاصي بالاختيار، فان الاستحقاق يحتاج إلى سبب اختياري، فإذا انتفى، انتفى الاستحقاق، كمن ترك المعاصي نسيانا أو لا عن شعور.
قوله: بل عدم صدور فعل منه:
مقصوده: التفصيل بين الجهل بالحكم والجهل بالموضوع.
ففي الأول: نفس الفعل الصادر من المتجري اختياري، وعدم كونه معصية لا بالاختيار.
واما في الثاني: فنفس الفعل خارج عن الاختيار. وقد تقدم توضيح القول في عدم اختيارية الفعل، مع جوابه.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»