القرآن وإعجازه العلمي - محمد اسماعيل إبراهيم - الصفحة ٤٤
وطبيعية وميكانيكا وغير ذلك من علوم الطب والرياضة والفلك وما يتضمنه ذلك من حقائق كونية، وأن العمل في إطار هذا المفهوم للعلم فهو تطبيق العلم عمليا باستعمال الأجهزة والأدوات والوسائل الأخرى الحديثة من مختبرات ومراصد وتجارب واستنباطات منطقية وغير ذلك: وفى ضوء هذين المدلولين للعلم يرى المفسرون العصريون لآيات القرآن أنه من الضروري أن يشتمل تفسيرهم الناحيتين الدينية والعلمية ودون الاكتفاء بناحية واحدة منهما.
تفسير القرآن في ضوء العلوم الحديثة:
إن هذا النوع من التفسير لبعض الآيات الكونية والطبيعية وغيرها ذات الطابع العلمي منهج جديد ومحاولة موفقة إن شاء الله تعالى لاظهار ما في القرآن من إعجاز علمي أو تشريعي لم يعرفه المفسرون القدامى المعرفة التامة، ولم يكن ذلك عن إغفال لشأنها وإنما كان ذلك منهم لأنهم نظروا إليها نظرة تأمل وإجلال وتقديس باعتبارها مظهر لقدرة الله العظيمة في خلق هذا الكون وروعة حكمته وتدابيره؟ لجميع ما فيه من كائنات ومخلوقات، ولكن عندما تقدم العلم واتسعت آفاقه مع تطور المدنية والحضارة أخذت أنظار العلماء تتجه إلى ما جاء به القرآن من حقائق علمية سبقت نهضة الانسان العلمية بعدة قرون.
فمن المعلوم أن القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم خلال القرن السادس الميلادي أي قبل عصر نهضة أوروبا التي بدأت طلائعها في القرن الرابع عشر الميلادي واستمرت في نمو وازدهار وحققت نتائج قيمة من الكشوف العلمية في مختلف العلوم والفنون والآداب التي حررت العقول من الجهل والخرافات التي كانت سائدة ومسيطرة في العصور الوسطى ومما يذكره التاريخ من قضايا هذا العصر الوسيط أنه قامت بين رجال الدين
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست