أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٩ - الصفحة ٢١
أما تعليم العلم فليس محل خلاف، والواقع أن هذه المسألة واضحة المعالم، إذا نظرت كالآتي:
أولا: لا شك أن العلم من حيث هو خير من الجهل، والعلم قسمان: علم سماع وتلقي، وهذه سيرة زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعائشة كانت القدوة الحسنة في ذلك في فقه الكتاب والسنة، وكم استدركت على الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، وهذا مشهور ومعلوم.
والثاني: علم تحصيل بالقراءة والكتابة، وهذا يدور مع تحقق المصلحة من عدمها، فمن رأى أن تعليمهن مفسدة منعه، كما روي عن علي رضي الله عنه: أنه مر على رجل يعلم امرأة الكتابة فقال: لا تزد الشر شرا.
وروي عن بعض الحكماء: أنه رأى امرأة تتعلم الكتابة، فقال: أفعى تسقى سما، وأنشدوا الآتي: وروي عن بعض الحكماء: أنه رأى امرأة تتعلم الكتابة، فقال: أفعى تسقى سما، وأنشدوا الآتي:
* ما للنساء وللكتا * بة والعمالة والخطابة * * هذا لنا ولهن منا * أن يبتن على جنابه * ومثله ما قاله المنفلوطي: ومثله ما قاله المنفلوطي:
* يا قوم لم تخلق بنات الورى * للدرس والطرس وقال وقيل * * لنا علوم ولها غيرها * فعلموها كيف نشر الغسيل * * والثوب والإبرة في كفها * طرس عليه كل خط جميل * وهذا نظر إلى تعليمهن وموقفهن من زاوية واحدة. كما قال الشاعر الآخر: وهذا نظر إلى تعليمهن وموقفهن من زاوية واحدة. كما قال الشاعر الآخر:
* كتب القتل والقتال علينا * وعلى الغانيات جر الذيول * مع أننا وجدنا في تاريخ المرأة نسوة شاركن في القتال، حتى عائشة رضي الله عنها كانت تسقي الماء، وأم سلمة تداوي الجرحى، إذ لا يؤخذ قول كل منهما على عمومه.
قال صاحب التراتيب الإدارية: أورد القلنشدي أن جماعة من النساء كن يكتبن، ولم ير أن أحدا من السلف أنكر عليهن. ا ه.
ومن المعلوم رواية (كريمة) لصحيح البخاري، وهي من الرواية المعتبرة عن المحدثين، فقد رأيت بنفسي وأنا مدرس بالأحساء نسخة لسنن أبي داود عند آل المبارك
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»