تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٩ - الصفحة ١٧٣
من قومه وتلهفه ووضعه عند مغفرته وتعليم الشرائع وتمهيد عذره بعد أن بلغ وبالغ وقرئ وحططنا وحللنا مكان وضعنا وقرئ وحللنا عنك وقرك «ورفعنا لك ذكرك» بعنوان النبوة وأحكامها أي رفع حيث قرن اسمه باسم الله تعالى في كلمة الشهادة والأذان والإقامة وجعل طاعته طاعته تعالى وصلى عليه هو وملائكته وأمر المؤمنين بالصلاة عليه وسمى رسول الله ونبي الله والكلام في العطف وزيادة لك كالذي سلف وقوله تعالى «فإن مع العسر يسرا» تقرير لما قبله ووعده كريم بتيسير كل عسير له عليه الصلاة والسلام وللمؤمنين كأنه قيل خولناك ما خولناك من جلائل النعم فكن على ثقة بفضل الله تعالى ولطفه فإن مع العسر يسرا كثيرا وفي كلمته مع إشعار بغاية سرعة مجيء اليسر كأنه مقارن للعسر «إن مع العسر يسرا» تكرير للتأكيد أو عدة مستأنفة بأن العسر مشفوع بيسر آخر كثواب الآخرة كقولك إن للصائم فرحتان للصائم فرحة أي فرحة عند الإفطار وفرحة عند لقاء الرب وعليه قوله صلى الله عليه وسلم لن يغلب عسر يسرين فإن المعرف إذا أعيد يكون الثاني عين الأول سواء كان معهودا أو جنسا وأما المنكر فيحتمل أن يراد بالثاني فرد مغاير لما أريد بالأول «فإذا فرغت» أي من التبليغ وقيل من الغزو «فانصب» فاجتهد في العبادة واتعب شكرا لما أوليناك من النعم السالفة ووعدناك من الآلاء الآنفة وقيل فإذا فرغت من صلاتك فاجتهد في الدعاء وقيل إذا فرغت من دنياك فانصب في صلاتك «وإلى ربك» وحده «فارغب» بالسؤال ولا تسأل غيره فإنه القادر على إسعافك لا غيره وقرئ فرغب أي فرغب الناس إلى طلب ما عنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ ألم نشرح فكأنما جاءني وأنا مغتم ففرج عني
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة