تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٢٤٧
في الدنيا والآخرة لان إحراز قصب السبق في الدين بالإخلاص فيه والعطف لمغايرة الثاني الأول بتقيده بالعلة والاشعار بأن العبادة المذكورة كما تقتضي الامر بها لذاتها تقتضيه لما يلزمها من السبق في الدين ويجوز ان تجعل اللام مزيدة كما في أردت لان أقوم بدليل قوله تعالى أمرت ان أكون أول من اسلم فالمعنى وأمرت ان أكون أول من اسلم من أهل زماني أو من قومي أو أكون أول من دعا غيره إلى ما دعا اليه نفسه «قل إني أخاف إن عصيت ربي» يترك الاخلاص والميل إلى ما أنتم عليه من الشرك «عذاب يوم عظيم» هو يوم القيامة وصف بالعظمة لعظمة ما فيه من الدواهي والأهوال «قل الله أعبد» لا غيره لا استقلالا ولا اشتراكا «مخلصا له ديني» من كل شوب امر صلى الله عليه وسلم أولا ببيان كونه مأمورا بعبادة الله تعالى واخلاص الدين له ثم بالاخبار بخوفه من العذاب على تقدير العصيان ثم بالاخبار بامتثاله بالامر على أبلغ وجه وآكده اظهارا لتصلبه في الدين وحسما لأطماعهم الفارغة وتمهيدا لتهديدهم بقوله تعالى «فاعبدوا ما شئتم» ان تعبدوه «من دونه» تعالى وفيه من الدلالة على شدة الغضب عليهم مالا يخفي كأنهم لما لم ينتهوا عما نهوا عنه أمروا به كي يحل بهم العقاب «قل إن الخاسرين» أي الكاملين في الخسران الذي هو عبارة عن إضاعة ما يهمه واتلاف مالا بد منه «الذين خسروا أنفسهم وأهليهم» باختيارهم الكفر لهما أي أضاعوهما وأتلفوهما «يوم القيامة» حين يدخلون النار حيث عرضوهما للعذاب السرمدي وأوقعوهما في هلكة لا هلكة وراءها وقيل خسروا أهليهم لأنهم ان كانوا من أهل النار فقد خسروهم كما خسروا أنفسهم وان كانوا من أهل الجنة فقد ذهبوا عنهم ذهابا لا إياب بعده وفيه ان المحذور ذهاب ما لو آب لانتفع به الخاسر وذلك غير متصور في الشق الأخير وقيل خسروهم لأنهم لم يدخلوا مدخل الذين لهم في أهل الجنة وخسروا أهليهم الذين كانوا يتمتعون بهم لو آمنوا وأيا ما كان فليس المراد مجرد تعريف الكاملين في الخسران بما نذكر بل بيان انهم هم إما نجعل الموصول عبارة عنهم أو عما هم مندرجون فيه اندراجا أوليا وما في قوله تعالى «ألا ذلك هو الخسران المبين» من استئناف الجملة وتصديرها بحرف التنبيه والإشارة بذلك إلى بعد منزلة المشار اليه في الشر وتوسيط ضمير الفصل وتعريف الخسران ووصفه بالمبين من الدلالة على كمال هو له وفظاعته وانه لا خسران وراءه مالا يخفي وقوله تعالى «لهم من فوقهم
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283