تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٢ - الصفحة ١٩
مجرى التأكيد بالمنفصل أي وأسلم من اتبعني أو مفعول معه «وقل للذين أوتوا الكتاب» أي من اليهود والنصارى وضع الموصول موضع الضمير لرعاية التقابل بين وصفى المتعاطفين «والأميين» أي الذين لا كتاب لهم من مشركي العرب «أأسلمتم» متبعين لي كما فعل المؤمنون فإنه قد أتاكم من البينات ما يوجبه ويقتضيه لا محالة فهل أسلمتم وعملتم بقضيتها أو أنتم على كفركم بعد كما يقول من لخص لصاحبه المسألة ولم يدع من طرق التوضيح والبيان مسلكا إلا سلكه فهل فهمتها على منهاج قولة تعالى «فهل أنتم منتهون» إثر تفصيل الصوارف عن تعاطى الخمر والميسر وفيه من استقصارهم وتعييرهم بالمعاندة وقلة الإنصاف وتوبيخهم بالبلادة وكلة القريحة مالا يخفى «فإن أسلموا» أي كما أسلمتم وأنما لم يصرح به كما في قولة تعالى «فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به» حسما لباب أطلاق اسم الإسلام على شئ آخر بالكلية «فقد اهتدوا» أي فازوا بالحظ الأوفر ونجوا عن مهاوى الضلال «وإن تولوا» أي اعرضوا عن الاتباع وقبول الإسلام «فإنما عليك البلاغ» قائم مقام الجواب أي لم يضروك شيئا إذ ما عليك إلا البلاغ وقد فعلت على أبلغ وجه روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قرأ هذه الآية على أهل الكتاب قالوا أسلمنا فقال علية السلام لليهود أتشهدون أن عيسى كلمة الله وعبده ورسوله فقالوا معاذ الله وقال عليه الصلاة والسلام للنصارى أتشهدون أن عيسى عبد الله ورسوله فقالوا معاذ الله أن يكون عيسى عبدا وذلك قوله عز وجل وأن تولوا «والله بصير بالعباد» عالم بجميع أحوالهم وهو تذييل فيه وعد ووعيد «إن الذين يكفرون بآيات الله» أي آية كانت فيدخل فيهم الكافرون بالآيات الناطقة بحقية الإسلام على الوجه الذي مر تفصيله دخولا أوليا «ويقتلون النبيين بغير حق» هم أهل الكتاب قتل أولوهم الأنبياء عليهم السلام وقتلوا أتباعهم وهم راضون بما فعلوا وكانوا قاتلهم الله تعالى حائمين حول قتل النبي صلى الله عليه وسلم لولا أن عصم الله تعالى ساحته المنيعة وقد أشير إليه بصيغة الاستقبال وقرئ بالتشديد للتكثير والتقييد بغير حق للإيذان بأنه كان عندهم أيضا بغير حق «ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس» أي بالعدل ولعل تكرير الفعل للإشعار بما بين القتلين من التفاوت أو باختلافها في الوقت عن أبى عبيدة بن الجراح قلت يا رسول الله أي الناس أشد عذابا يوم القيامة قال رجل قتل نبيا أو رجلا امر بمعروف ونهى عن المنكر ثم قرأها ثم قال يا ابا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبي من أول النهار في ساعة واحدة فقام مائة واثنا عشر رجلا من عباد بنى إسرائيل فأمروا قتلتهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوا جميعا من آخر النهار وقرئ ويقاتلون الذين «فبشرهم بعذاب أليم» خبر أن والفاء لتضمن اسمها معنى الشرط فإنها بالنسخ لا تغير معنى الابتداء بل تزيده تأكيدا وكذا الحال في النسخ بأن المفتوحة كما في قوله تعالى واعلموا إنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وكذا النسخ بلكن كما في قوله تعالى واعلموا انما غنمتم من شيء فأن لله خمسة وكذا النسخ بلكن كما في قوله فو الله ما فارقتكم عن ملالة * ولكن ما يقضى فسوف يكون * وأنما يتغير معنى الابتداء
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (3 - سورة آل عمران) 2
2 قوله تعالى: قل أنبئكم بخير من ذلكم اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار. 15
3 قوله تعالى: إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين. 25
4 قوله تعالى: فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله 40
5 (الجزء الرابع) قوله تعالى: كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل نفسه من قبل أن تنزل التوراة 58
6 قوله تعالى: من أهل الكتاب أمة قائمة يتلوا آيات الله آناء الليل وهم يسجدون. 72
7 قوله تعالى: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين. 85
8 قوله تعالى: إذ تصعدون ولا تتلون على أحد والرسول يدعوكم. 100
9 قوله تعالى: لتبلون في أموالكم وأنفسكم 123
10 (4 - سورة النساء) قوله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي من نفس واحدة. 137
11 قوله تعالى: ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد. 151
12 (الجزء الخامس) قوله تعالى: والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم. 163
13 قوله تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. 175
14 قوله تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها. 201
15 قوله تعالى: فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا. 212
16 قوله تعالى: ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة. 224
17 قوله تعالى: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس. 232
18 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط. 242
19 (الجزء السادس) قوله تعالى: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم. 247
20 قوله تعالى: إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده. 254