عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم دفع رجلا إلى رجل يعلمه فعلمه حتى بلغ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره فقال الرجل حسبي فقال الرجل يا رسول الله أرأيت الرجل الذي أمرتني ان أعلمه لما بلغ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره فقال حسبي فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه فقد فقه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال ذكر لنا ان رجلا ذهب مرة يستقرئ فلما سمع هذه الآية فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره إلى آخرها فقال حسبي حسبي ان عملت مثقال ذرة من خير رأيته وان عملت مثقال ذرة من شر رأيته قال وذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول هي الجامعة الفاذة * وأخرج ابن المبارك وعبد الرزاق عن الحسن قال لما نزلت فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره الآية قال رجل من المسلمين حسبي حسبي ان عملت مثقال ذرة من خير أو شر رأيته انتهت الموعظة * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحارث بن سويد انه قرأ إذا زلزلت حتى بلغ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره قال إن هذا الاحصاء شديد * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال هو الكافر يعطى كتابه يوم القيامة فينظر فيه فيرى فيه كل حسنة عملها في الدنيا فترد عليه حسناته وذلك قول الله تعالى وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا فأبلس واسود وجهه وأما المؤمن فإنه يعطى كتابه بيمينه يوم القيامة فيرى فيها كل خطيئة عملها في دار الدنيا ثم يغفر له ذلك وذلك قول الله أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات فابيض وجهه واشتد سروره * وأخرج ابن جرير عن سليمان بن عامر رضي الله عنه انه قال يا رسول الله ان أبى كان يصل الرحم ويفي بالذمة ويكرم الضيف قال مات قبل الاسلام قال نعم قال لن ينفعه ذلك ولكنها تكون في عقبة فلن تخزوا أبدا ولن تذلوا أبدا ولن تفتقروا أبدا * وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال لولا ثلاث لأحببت ان لا أبقى في الدنيا وضعي وجهي للسجود لخالقي في اختلاف الليل والنهار أقدمه لحياتي وظلما الهواجر ومقاعدة أقوام ينتقون الكلام كما تنتقي الفاكهة وتمام التقوى ان يتقى الله تعالى العبد حتى يتقيه في مثقال ذرة حتى أن يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية ان يكون حراما حتى يكون حاجزا بينه وبين الحرام ان الله قد بين للناس الذي هو يصيرهم إليه قال فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فلا تحقرن شيئا من الشر ان تتقيه ولا شيئا من الشر ان تفعله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلموا ان الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اتقوا النار ولو بشق تمرة ثم قرأت من يعمل مثقال ذرة خيرا يره * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال ذكر لنا ان عائشة رضي الله عنها جاءها سائل فسأل فأمرت له بتمرة فقال لها قائل يا أم المؤمنين انكم لتصدقون بالتمرة قالت نعم والله ان الخلق كثير ولا يشبعه الا الله أو ليس فيها مثاقيل ذر كثيرة * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن عائشة ان سائلا جاءها فقالت لجاريتها اطعميه فوجدت تمرة فقالت اعطيه إياها فان فيها مثاقيل ذرات تقبلت * وأخرج مالك وابن سعد وعبد بن حميد من طريق عائشة رضي الله عنها ان سائلا أتاها وعندها سله من عنب فأخذت حبة من عنب فأعطته فقيل لها في ذلك فقالت هذه أثقل من ذر كثير ثم قرأت ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * وأخرج عبد بن حميد عن جعفر بن برقان قال بلغنا ان عمر بن الخطاب أتاه مسكين وفي يده عنقود من عنب فناوله منه حبة وقال فيه مثاقيل ذر كثيرة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه ان سائلا سأل عبد الرحمن بن عوف وبين يديه طبق وعليه عنب فناوله حبة فكأنهم أنكروا ذلك عليه فقال في هذه مثاقيل ذر كثير * وأخرج سعد عن عطاء بن فروخ ان سعد بن مالك أتاه سائل وبين يديه طبق عليه تمر فأعطاه تمرة فقبض السائل يده فقال سعد ويحك تقبل الله منا مثقال الذرة والخردلة وكم في هذه من مثاقيل الذر * وأخرج ابن سعد عن شداد بن أوس انه خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال يا أيها الناس الا ان الدنيا أجل حاضر يأكل منها البار والفاجر ألا وان الآخرة أجل مستأخر يقضى فيها ملك قادر ألا وان الخير بحذافيره في الجنة ألا وان الشر بحذافيره في النار ألا واعلموا أنه من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره * وأخرج الزجاجي في أماليه عن أنس بن مالك ان سائلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه تمرة فقال السائل نبي
(٣٨٢)