ذلك فمن تابعه على كفره خلى عنه ومن أبى ألقاه في النار فجعل يلقى حتى أتى على امرأة ومعها بنى لها صغير فكأنها أنفت النار فكلمها الصبى فقال يا أمه قعي في النار ولا تقاعسي فألقيت في النار والله ما كانت الا نقطة من نار حتى أفضوا إلى رحمة الله تعالى قال الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ذكرت أصحاب الأخدود الا تعوذت بالله من جهد البلاء * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن نجى قال شهدت عليا وأتاه أسقف نجران فسأله عن أصحاب الأخدود فقص عليه القصة فقال على أنا أعلم بهم منك بعث نبي من الحبشة إلى قومه ثم قرأ على ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك فدعاهم فتابعه الناس فقاتلهم فقتل أصحابه واخذ فأوثق فانفلت فآنس إليه رجال يقول اجتمع إليه رجال فقاتلهم فقتلوا واخذ فأوثق فخدوا أخدودا في الأرض وجعلوا فيه النيران فجعلوا يعرضون الناس فمن تبع النبي رمى به فيها ومن تابعهم ترك وجاءت امرأة في آخر من جاء معها صبي لها فجزعت فقال الصبى يا أمه اطمري ولا تمارى فوقعت * وأخرج عبد بن حميد عن سلمة بن كهيل قال ذكروا أصحاب الأخدود عند على فقال أما ان فيكم مثلهم فلا تكونن أعجز من قوم * وأخرج عبد بن حميد عن علي بن أبي طالب قال كان المجوس أهل كتاب وكانوا مستمسكين بكتابهم وكانت الخمر قد أحلت لهم فتناول منها ملك من ملوكهم فغلبته على عقله فتناول أخته أو ابنته فوقع عليها فلما ذهب عنه السكر ندم وقال لها ويحك ما هذا الذي أتيت وما المخرج منه قالت المخرج منه ان تخطب الناس فتقول أيها الناس ان الله قد أحل لكم نكاح الأخوات والبنات فإذا ذهب ذا في الناس وتناسوه خطبتهم فحرمته فقام خطيبا فقال يا أيها الناس ان الله أحل لكم نكاح الأخوات أو البنات فقال الناس جماعتهم معاذ الله ان نؤمن بهذا أو نقر به أو جاءنا به نبي أو نزل علينا في كتاب فرجع إلى صاحبته فقال ويحك ان الناس قد أبوا على ذلك قالت إذا أبوا عليك ذلك فابسط فيهم السوط فبسط فيهم السوط فأبوا أن يقروا فرجع إليها فقال قد بسطت فيهم السوط فأبوا ان يقروا قالت فجرد فيهم السيف فجرد فيهم السيف فأبوا ان يقروا قالت خد لهم الأخدود ثم أوقد فيه النيران فمن تابعك فخل عنه فخد لهم أخدودا وأوقد فيه النيران وعرض أهل مملكته على ذلك فمن أبى قذفه في النار ومن لم يأب خلى عنه فأنزل الله فيهم قتل أصحاب الأخدود إلى قوله ولهم عذاب الحريق * وأخرج ابن أبي شيبة عن عوف قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أصحاب الأخدود تعوذ بالله من جهد البلاء * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد ابن حميد ومسلم والنسائي والترمذي عن صهيب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر همس فقيل لك انك يا رسول الله إذا صليت العصر همست فقال إن نبيا من الأنبياء كان أعجب بأمته فقال من يقوم لهؤلاء فأوحى الله إليه ان خيرهم بين ان ينتقم منهم وبين ان يسلط عليهم عدوهم فاختاروا النقمة فسلط عليهم الموت فمات منهم في يوم سبعون ألفا قال وكان إذا حدت بهذا الحديث الآخر قال كان ملك من الملوك وكان لذلك الملك كاهن يكهن له فقال له ذلك الكاهن انظروا إلى غلاما فهما أو قال فطنا لقنا فاعلمه علمي هذا فإني أخاف أن أموت فينقطع هذا العلم منكم ولا يكون فيكم من يعلمه قال فنظروا له على ما صف فأمروه ان يحضر ذلك الكاهن وان يختلف إليه فجعل الغلام يختلف إليه وكان على طريق الغلام راهب في صومعته فجعل الغلام يسال الراهب كلما مر به فلم يزل به حتى أخبره فقال انما أ عبد الله فجعل الغلام يمكث عند الراهب ويبطئ على الكاهن فأرسل الكاهن إلى أهل الغلام انه لا يكاد يحضرني فأخبر الغلام الراهب بذلك فقال له الراهب إذا قال لك أين كنت فقل عند أهلي وإذا قال لك أهلك أين كنت فقل عند الكاهن فبينما الغلام على ذلك إذ مر بجماعة من الناس كثيرة قد حبستهم دابة يقال كانت أسدا فاخذ الغلام حجرا فقال اللهم ان كان ما يقول الراهب حقا فأسألك ان أقتل هذه الدابة وان كان ما يقوله الكاهن حقا فأسألك أن لا أقتلها ثم رمى فقتل الدابة فقال الناس من قتلها فقالوا الغلام ففزع الناس وقالوا قد علم هذا الغلام علما لم يعلمه أحد فسمع أعمى فجاءه فقال له ان أنت رددت بصرى فلك كذا وكذا فقال الغلام لا أريد منك هذا ولكن أرأيت ان رجع عليك بصرك أتؤمن بالذي رده عليك قال نعم فدعا الله فرد عليه بصره فآمن الأعمى فبلغ الملك أمرهم فبعث إليهم فأتى بهم فقال لأقتلن كل واحد منكم قتلة لا أقتل بها صاحبه فامر بالراهب والرجل الذي كان أعمى فوضع المنشار على مفرق أحدهما فقتله وقتل الآخر بقتلة أخرى
(٣٣٣)