كذلك حتى يذهب السوء كله * وأخرج نعيم بن حماد في الفتن والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول لن تنفكوا بخير ما استغنى أهل بدوكم عن أهل حضركم وليسوقنهم السنون والسنات حتى يكونوا معكم في الديار ولا تمتنعوا منهم لكثرة من يسير عليكم منهم قال يقولون طالبا جعنا وشبعتم وطالما شقينا ونعمتم فواسونا اليوم ولتستصعبن بكم الأرض حتى يغيط أهل حضركم أهل بدوكم ولتميلن بكم الأرض ميلة يهلك منا من هلك ويبقى من بقى حتى تعتق الرقاب ثم تهدأ بكم الأرض بعد ذلك حتى يندم المعتقون ثم تميل بكم الأرض ميلة أخرى فيهلك فيها من هلك ويبقى من بقى يقولون ربنا نعتق ربنا نعتق فيكذبهم الله كذبتم كذبتم أنا أعتق قال وليبتلين أخريات هذه الأمة بالرجف فان تابوا تاب الله عليهم وان عادوا عاد الله عليهم الرجف والقذف والخذف والمسخ والخسف والصواعق فإذا قيل هلك الناس هلك الناس هلك الناس فقد هلكوا ولن يعذب الله أمة حتى تعذر قالوا وما عذرها قال يعترفون بالذنوب ولا يتوبون ولتطمئن القلوب بما فيها من برها وفجورها كما تطمئن الشجرة بما فيها حتى لا يستطيع محسن يزداد إحسانا ولا يستطيع مسئ استعتابا قال الله كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال اعمال السوء ذنب على ذنب حتى مات قلبه واسود * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال أثبتت على قلبه الخطايا حتى غيرته * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ران قال طبع * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال الران الطابع * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد رضي الله عنه في الآية كانوا يرون ان الرين هو الطبع * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه كانوا يرون ان القلب مثل الكف فيذنب الذنب فينقبض منه ثم يذنب الذنب فينقبض حتى يختم عليه ويسمع الخير فلا يجد له مساغا * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه قال الران أيسر من الطبع والطبع أيسر من الاقفال والاقفال أشد ذلك كله * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه كلا بل ران على قلوبهم قال يعمل الذنب فيحيط بالقلب فكلما عمل ارتفعت حتى يغشى القلب * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه كلا بل ران على قلوبهم قال الذنب على الذنب ثم الذنب على الذنب حتى يغمر القلب فيموت * وأخرج عبد بن حميد من طريق خليد بن الحكم عن أبي الخير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع خصال تفسد القلب مجاراة الأحمق فان جاريته كنت مثله وان سكت عنه سلمت منه وكثرة الذنوب مفسدة القلوب وقد قال بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون والخلوة بالنساء والاستمتاع منهن والعمل برأيهن ومجالسة الموتى قيل وما الموتى قال كل غنى قد أبطره غناه * قوله تعالى (كلا انهم عن ربهم يومئذ) الآية * أخرج عبد بن حميد عن أبي مليكة الزيادي رضي الله عنه في قوله كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون قال المنان والمختال والذي يقطع يمينه بالكذب ليأكل أموال الناس والله أعلم * قوله تعالى (كلا ان كتاب الأبرار لفي عليين) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه كلا ان كتاب الأبرار لفي عليين قال عليون فوق السماء السابعة عند قائمة العرش اليمنى كتاب مرقوم قال رقم لهم بخير يشهده المقربون قال المقربون من ملائكة لله * وأخرج عبد بن حميد عن كعب رضي الله عنه قال هي قائمة العرش اليمنى * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال عليون السماء السابعة * وأخرج عبد بن حميد من طريق الأجلح عن الضحاك رضي الله عنه قال إذا قبض روح العبد المؤمن يعرج به إلى السماء الدنيا فينطلق معه المقربون إلى السماء الثانية قال الأجلح فقلت وما المقربون قال أقربهم إلى السماء الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم السادسة ثم السابعة حتى ينتهى به إلى سدرة المنتهى فقال الأجلح فقلت للضحاك ولم تسمى سدرة المنتهى قال لأنه ينتهى إليها كل شئ من أمر الله لا يعدوها فيقولون رب عبدك فلان وهو أعلم به منهم فيبعث الله إليهم بصك مختوم يأمنه من العذاب وذلك قوله كلا ان كتاب الأبرار في عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس في قوله لفي عليين قال الجنة وفي قوله يشهده المقربون قال كل أهل سماء * وأخرج
(٣٢٦)