يقفه على اليقين من هذا القرآن فاما المؤمن فأيقن في الدنيا فنفعه ذلك يوم القيامة وأما الكافر فأيقن يوم القيامة حين لا ينفعه اليقين * واخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ان هذا لهو حق اليقين قال الخبر اليقين * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مسروق رضي الله عنه قال من أراد ان يعلم نبأ الأولين والآخرين ونبأ الدنيا والآخرة ونبأ الجنة والنار فليقرأ إذا وقعت الواقعة * قوله تعالى (فسبح باسم ربك العظيم) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فسبح باسم ربك العظيم قال فصل لربك * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبح باسم ربك العظيم قال اجعلوها في ركوعكم ولما نزلت سبح اسم ربك الأعلى قال اجعلوها في سجودكم * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قالوا يا رسول الله كيف نقول في ركوعنا فأنزل الله الآية التي في آخر سورة الواقعة فسبح باسم ربك العظيم فأمرنا ان نقول سبحان ربى العظيم وترا قال ابن مردويه حدثنا محمد ابن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم ابن ظهير عن السدى عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله إذا وقعت الواقعة قال الساعة ليس لوقعتها كاذبة يقول من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت خافضة رافعة قال القيامة خافضة يقول خفضت فأسمعت الاذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين إذا رجت الأرض رجا قال هي الزلزلة وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا قال الحكم والسدي قال على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار وكنتم أزواجا ثلاثة قال العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة هم الجمهور جماعة أهل الجنة وأصحاب المشامة ما أصحاب المشامة هم أصحاب الشمال يقول ما لهم وما أعد لهم والسابقون السابقون هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالاعمال من الأولين والآخرين أولئك المقربون قال هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سرر موضونة قال الموضونة الموصولة بالذهب المكالة بالجوهر والياقوت متكئين عليها متقابلين قال ابن عباس ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول حلقا حلقا يطوف عليهم ولدان مخلدون قال خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون ولا يشيبون ولا يهرمون بأكواب وأباريق والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم والأعناق وكأس من معين قال الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو اناء والمعين يقول من خمر جار لا يصدعون عنها عن الخمر ولا ينزفون لا تذهب بعقولهم وفاكهة مما يتخيرون يقول مما يشتهون يقول يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان وحور عين قال الحور البيض والعين العظام الأعين حسان كأمثال اللؤلؤ قال كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر المكنون الذي في الأصداف ثم قال جزاء بما كانوا يعملون لا يسمعون فيها لغوا قال اللغو الحلف لا والله وبلى والله ولا تأثيما قال لا يموتون الا قيلا سلاما سلاما يقول التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال هؤلاء المقربون ثم قال وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين وما أعد لهم في سدر مخضود والمخضود الموقر الذي لا شوك فيه وطلح منضود وظل ممدود يقول ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا وماء مسكوب يقول مصبوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة قال لا تنقطع حينا وتجئ حينا مثل فاكهة الدنيا ولا ممنوعة كما تمنع في الدنيا الا بثمن وفرش مرفوعة يقول بعضها فوق بعض ثم قال انا أنشأناهن انشاء قال هؤلاء نساء أهل الجنة وهؤلاء العجز الرمص يقول خلقهم خلقا فجعلنا من أبكارا يقول عذارى عربا أترابا والعرب المتحببات إلى أزواجهن والأتراب المصطحبات اللاتي لا تغرن لأصحاب اليمين ثلة من الأولين وثلة من الآخرين يقول طائفة من الأولين وطائفة من الآخرين وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال ما لهم وما أعد لهم في سموم قال فيح نار جهنم وحميم الماء الحار الذي قد انتهى حره فليس فوقه
(١٦٨)