الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٨٧
وابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله الا عجوزا في الغابرين قال الهالكين وانكم لتمرون عليهم قال في أسفاركم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل قال نعم صباحا ومساء من أخذ من المدينة إلى الشام أخذ على سدوم قرية قوم لوط وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل قال تمرون عليهم مصبحين قال على قرية قوم لوط أفلا تعقلون قال أفلا تتفكرون أن يصيبكم ما أصابهم * قوله تعالى (وان يونس) الآيات * أخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر عن طاوس في قوله وان يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون قال قيل ليونس عليه السلام ان قومك يأتيهم العذاب يوم كذا وكذا فلما كان يومئذ خرج يونس عليه السلام ففقده قومه فخرجوا وخرجوا بالصغير والكبير والدواب وكل شئ ثم عزلوا الوالدة عن ولدها والشاة عن ولدها والناقة والبقرة عن ولدها فسمعت لهم عجيجا فأتاهم العذاب حتى نظروا إليه ثم صرف عنهم فلما لم يصبهم العذاب ذهب يونس عليه السلام مغاضبا فركب في البحر في سفينة مع أناس حتى إذا كانوا حيث شاء الله تعالى ركدت السفينة فلم تسر فقال صاحب السفينة ما يمنعنا أن نسير الا أن فيكم رجلا مشؤوما قال فاقترعوا ليلقوا أحدهم فخرجت القرعة على يونس فقالوا ما كنا لنفعل بك هذا ثم اقترعوا أيضا فخرجت القرعة عليه ثلاثا فرمى بنفسه فالتقمه الحوت قال طاوس بلغني أنه لما نبذه الحوت بالعراء وهو سقيم نبتت عليه شجرة من يقطين واليقطين الدباء فمكث حتى إذا رجعت إليه نفسه يبست الشجرة فبكى يونس عليه السلام حزنا عليها فأوحى الله إليه أتبكي على هلاك شجرة ولا تبكي على هلاك مائة ألف * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لما بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل قريته فردوا عليه ما جاءهم به فامتنعوا منه فلما فعلوا ذلك أوحى الله إليه انى مرسل عليهم العذاب في يوم كذا وكذا فاخرج من بين أظهرهم فاعلم قومه الذي وعد الله من عذابه إياهم فقالوا ارمقوه فان هو خرج من بين أظهركم فهو والله كائن ما وعدكم فلما كانت الليلة التي وعدوا العذاب في صبيحتها أدلج فرآه القوم فحذوا فخرجوا من القرية إلى براز من أرضهم وفرقوا بين كل دابة وولدها ثم عجوا إلى الله وأنابوا واستقالوا فأقالهم وانتظر يونس عليه الخبر عن القرية وأهلها حتى مر مار فقال ما فعل أهل القرية قال فعلوا أن نبيهم لما خرج من بين أظهرهم عرفوا أنه قد صدقهم ما وعدهم من العذاب فخرجوا من قريتهم إلى براز من الأرض ثم فرقوا بين كل ذان ولد وولدها ثم عجوا إلى الله وتابوا إليه فقبل منهم وأخرج عنهم العذاب فقال يونس عليه السلام عند ذلك لا أرجع إليهم كذابا أبدا ومضى على وجهه * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن الحارث قال لما خرج يونس عليه السلام مغاضبا أتى السفينة فركبها فامتنعت أن تجرى فقال أصحاب السفينة ما هذا الا لحدث أحدثتموه فقال بعضهم لبعض تعالوا حتى نقترع فمن وقعت عليه القرعة فألقوه في الماء فاقترعوا فوقعت القرعة عن يونس عليه السلام ثم عادوا فوقعت القرعة عليه في الثالثة فلما رأى يونس ذلك قال هو أنا فخرج فطرح نفسه في الماء فإذا حوت قد رفع رأسه من الماء قدر ثلاثة أذرع فذهب ليطرح نفسه فاستقبله الحوت فإذا هوى إليه ليأخذه فتحول إلى الجانب الآخر فإذا الحوت قد استقبله فلما رأى يونس عليه السلام ذلك عرف أنه أمر من الله فطرح نفسه فاخذه الحوت قبل أن يمر على الماء فأوحى الله إلى الحوت أن لا تهضم له عظما ولا تأكل له لحما حتى آمر بأمر 7 بكذا وكذا وكذا حتى ألزقه بالطين فسمع تسبيح الأرض فذلك حين نادى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ألقى يونس عليه السلام نفسه في البحر التقمه الحوت هوى به حتى انتهى إلى مفجر من الأرض أو كلمة تشبهها فسمع تسبيح الأرض فنادى في الظلمات أن لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين فأقبلت الدعوة تحوم حول العرش فقالت الملائكة يا ربنا انا نسمع صوتا ضعيفا من بلاد غربة قال وتدرون ما ذاكم قالوا لا يا ربنا قال ذاك عبدي يونس قالوا الذي كنا لا نزال نرفع له عملا متقبلا ودعوة مجابة قال نعم قالوا يا ربنا ألا ترحم ما كان يصنع في الرخاء وتنجيه عند البلاء قال بلى فامر الحوت فلفظه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان لفظه حين لفظه في أصل يقطينة وهي الدباء فلفظه وهو كهيئة الصبى وكان يستظل بظلها وهيأ الله له أرواة من
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»
الفهرست