الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٩٩
مخرج صدق وأدخله المدينة مدخل صدق قال وعلم نبي الله صلى الله عليه وسلم انه لا طاقة له بهذا الامر الا بسلطان فسأل سلطانا نصيرا لكتاب الله تعالى وحدوده وفرائضه وإقامة كتاب الله تعالى فان السلطان عزة من الله تعالى جعلها بين عباده ولولا ذلك لغار بعضهم على بعض وأكل سيدهم ضعيفهم * وأخرج الخطيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال والله لما يزع الله بالسلطان أعظم مما يزع بالقرآن * وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في الآية قال جعل الله مدخل صدق المدينة ومخرج صدق مكة وسلطانا نصيرا الأنصار * وأخرج الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قرأ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق بفتح الميم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أدخلني مدخل صدق يعنى الموت وأخرجني مخرج صدق يعنى الحياة بعد الموت * قوله تعالى (وقل جاء الحق وزهق الباطل) الآيتين * أخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول البيت ستون وثلثمائة نصب فجعل يطعنها بعود في يده ويقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن المنذر عن جابر رضي الله عنه قال دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وحول البيت ثلثمائة وستون صنما فامر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكبت لوجهها وقال جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا * وأخرج الطبراني في الصغير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وعلى الكعبة ثلثمائة وستون صنما فشد لهم إبليس أقدامها بالرصاص فجاء ومعه قضيب فجعل يهوى به إلى كل صنم منها فيخر لوجهه فيقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا حتى مر عليها كلها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان الباطل كان زهوقا قال ذاهبا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وقل جاء الحق قال القرآن وزهق الباطل قال هلك وهو الشيطان وفى قوله وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة قال الله تعالى جعل هذا القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه ولا يزد الظالمين الا خسارا لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه * وأخرج ابن عساكر عن أويس القرني رضي الله عنه قال لم يجالس هذا القرآن أحد الا قام عنه بزيادة أو نقصان قضاء من الله الذي قضى شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا * قوله تعالى (وإذا أنعمنا على الانسان) الآيتين * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في في قوله ونأى بجانبه قال تباعد منا * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله كان يؤوسا قال قنوطا وفى قوله قل كل يعمل على شاكلته قال على ناحيته * وأخرج هناد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله على شاكلته قال على نيته * قوله تعالى (ويسألونك عن الروح) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والبخاري وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ويسألونك عن الروح قال يهود يسألونه * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن حبان وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنت أمشى مع النبي صلى الله عليه وسلم في حزب المدينة وهو متكئ على عسيب فمر بقوم من اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح وقال بعضهم لا تسألوه فسألوه فقالوا يا محمد ما الروح فما زال يتوكأ على العسيب وظننت انه يوحى إليه فأنزل الله ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا * وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن المنذر وابن حبان وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قالت قريش لليهود اعطونا شيئا نسأل هذا الرجل فقالوا سلوه عن الروح فسألوه فنزلت ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا قالوا أوتينا علما كثيرا أوتينا التوراة ومن أوتى التوراة فقد أوتى خيرا كثيرا فأنزل الله تعالى قل لو كان
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست