الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٥٤
والصفات عن ابن عباس انه قيل له ان ناسا يقولون ان الشر ليس بقدر فقال ابن عباس بيننا وبين أهل القدر هذه الآية سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا إلى قوله قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين قال ابن عباس والعجز والكيس من القدر * وأخرج أبو الشيخ عن علي بن زيد قال انقطعت حجة القدرية عند هذه الآية قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة قل فلله الحجة البالغة قال السلطان * قوله تعالى (قل هلم شهداءكم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله قل هلم شهداءكم قال أروني شهدائكم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله الذين يشهدون ان الله حرم هذا قال البحائر والسوائب * قوله تعالى (قل تعالوا) الآيات * أخرج الترمذي وحسنه وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال من سره أن ينظر إلى وصية محمد التي عليها خاتمة فليقرأ هؤلاء الآيات قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى قوله لعلهم يتقون * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم يبايعني على هؤلاء الآيات الثلاث ثم تلا قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى ثلاث آيات ثم قال فمن وفى بهن فأجره على الله ومن انتقص منهن شيئا فأدركه الله في الدنيا كانت عقوبته ومن أخره إلى الآخرة كان أمره إلى الله ان شاء آخذه وان شاء عفا عنه * وأخرج عبد بن حميد وأبو عبيد وابن المنذر عن منذر الثوري قال قال الربيع بن خيثم أيسرك أن تلقى صحيفة من محمد صلى الله عليه وسلم بخاتم قلت نعم فقرأ هؤلاء الآيات من آخر سورة الأنعام قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى آخر الآيات * وأخرج ابن أبي شيبة وابن الضريس وابن المنذر عن كعب قال أول ما نزل من التوراة عشر آيات وهي العشر التي أنزلت من آخر الانعام قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم لي آخرها * وأخرج أبو الشيخ عن عبيد الله بن عبد الله بن عدي بن الخيار قال سمع كعب رجلا يقرأ قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا فقال كعب والذي نفس كعب بيده انها لأول آية في التوراة بسم الله الرحمن الرحيم قل تعالوا أتل ما حرم عليكم إلى آخر الآيات * وأخرج ابن سعد عن مزاحم بن زفر قال قال رجل للربيع بن خيثم أوصني قال ائتني بصحيفة فكتب فيها قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم الآيات قال انما أتيتك لتوصني قال عليك بهؤلاء * وأخرج أبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن علي بن أبي طالب قال لما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج إلى منى وأنا معه وأبو بكر وكان أبو بكر رجلا نسابة فوقف على منازلهم ومضاربهم بمنى فسلم عليهم وردوا السلام وكان في القوم مفروق بن عمرو وهانئ بن قبيصة والمثنى بن حارثة والنعمان بن شريك وكان أقرب القوم إلى أبى بكر مفروق وكان مفروق قد غلب عليهم بيانا ولسانا فالتفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له إلى لام تدعو يا أخا قريش فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وقام أبو بكر يظله بثوبه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله وان تؤوني وتنصروني وتمنعوني حتى أودى حق الله الذي أمرني به فان قريشا قد تظاهرت على أمر الله وكذبت رسوله واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغنى الحميد قال له والام تدعو أيضا يا أخا قريش فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا إلى قوله تتقون فقال له مفروق والام تدعو أيضا يا أخا قريش فوالله ما هذا من كلام أهل الأرض ولو كان من كلامهم لعرفناه فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يأمر بالعدل والاحسان الآية فقال له مفروق دعوت والله يا قرشي إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك وقال هانئ بن قبيصة قد سمعت مقالتك واستحسنت قولك يا أخا قريش ويعجبني ما تكلمت به ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لم تلبثوا الا يسيرا حتى يمنحكم الله بلادهم وأموالهم يعنى أرض فارس وأنهار كسرى ويفرشكم بناتهم أتسبحون الله وتقدسونه فقال له النعمان بن شريك اللهم وان ذلك لك يا أخا قريش فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا الآية ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم قابضا على يد أبى بكر * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست