الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٦
أبو الشيخ عن مجاهد قال الأواه المنيب الفقير * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عقبة بن عامر قال الأواه الكثير ذكر الله * قوله تعالى (وما كان الله ليضل قوما) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون قال بيان الله للمؤمنين في الاستغفار للمشركين خاصة وفى بيانه طاعته ومعصيته عامة ما فعلوا أو تركوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله حتى يبين لهم ما يتقون قال ما يأتونه وما ينتهون عنه * وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن عقيل رضي الله عنه قال دفع إلى يحيى بن يعمر كتابا قال هذه خطبة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان يقوم فيخطب بها كل عشية خميس على أصحابه ذكر الحديث ثم قال فمن استطاع منكم ان يغدو عالما أو متعلما فليفعل ولا يغدو لسوى ذلك فان العالم والمتعلم شريكان في الخير أيها الناس انى والله ما أخاف عليكم ان تؤخذوا بما لم يبين لكم وقد قال الله تعالى وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون فقد بين لكم ما تتقون * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون قال نزلت حين أخذوا الغداء من المشركين يوم الأسارى قال لم يكن لكم ان تأخذوه وحتى يؤذن لكم ولكن ما كان الله ليعذب قوما بذنب أذنبوه حتى يبين لهم ما يتقون قال حتى ينهاهم قبل ذلك * قوله تعالى (لقد تاب الله على النبي) الآية * أخرج ابن جرير وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معافى الدلائل والضياء في المختارة عن ابن عباس انه قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حدثنا من شأن ساعة العسرة فقال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلا فأصابنا فيه عطش حتى ظننا ان رقابنا ستقطع حتى أن كان الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقى على كبده فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه يا رسول الله ان الله قد عودك في الدعاء خيرا فادع لنا فرفع يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء فأهطلت ثم سكبت فملأوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله في ساعة العسرة قال غزوة تبوك * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة قال هم الذين اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قبل الشام في لهبان الحر على ما يعلم الله من الجهد أصابهم فيها جهد شديد حتى لقد ذكر لنا أن الرجلين كانا يشقان التمرة بينهما وكان النفر يتداولون التمرة بينهم يمصها أحدهم ثم يشرب عليها الماء ثم يمصها الآخر فتاب الله عليهم فأقفلهم من غزوتهم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الدلائل عن محمد بن عبد الله بن عقيل بن أبي طالب في قوله الذين اتبعوه في ساعة العسرة قال خرجوا في غزوة تبوك الرجلان والثلاثة على بعير وخرجوا في حر شديد فأصابهم يوما عطش حتى جعلوا ينحرون إبلهم فيعصرون أكراشها ويشربون ماءها فكان ذلك عسرة من الماء وعسرة من النفقة وعسرة من الظهر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن جابر في قوله الذين اتبعوه في ساعة العسرة قال عسرة الظهر وعسرة الزاد وعسرة الماء * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك انه قرأ من بعد ما زاغت قلوب طائفة منهم * قوله تعالى (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ وابن منده وابن مردويه وابن عساكر عن جابر بن عبد الله في قوله وعلى الثلاثة الذين خلفوا قال كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن ربيعة وكلهم من الأنصار * وأخرج ابن مردويه عن مجمع بن جارية قال الثلاثة الذين خلفوا فتاب الله عليهم كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن ربعي * وأخرج ابن مردويه عن ابن شهاب قال إن الثلاثة الذين خلفوا كعب بن مالك من بنى سلمة وهلال بن أمية من بنى واقف ومرارة بن ربيع من بنى عمرو بن عوف * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي أوان خرج عامة المنافقين الذين كانوا تخلفوا عنه يتلقونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه لا تكلمن رجلا تخلف عنا ولا تجالسوه حتى آذن لكم فلم يكلموهم فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أتاه الذين تخلفوا يسلمون عليه فاعرض عنهم وأعرض المؤمنون عنهم حتى أن الرجل ليعرض عنه أخوه وأبوه وعمه فجعلوا يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعتذرون بالجهد والأسقام فرحمهم رسول
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»
الفهرست