الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٢٣١
أما انهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في سننه عن أبي البختري رضي الله عنه قال سال رجل حذيفة رضي الله عنه فقال أرأيت قوله تعالى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله أكانوا يعبدونهم قال لا ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه * وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن حذيفة رضي الله عنه اتخذوا أحبارهم ورهبانهم قال اما انهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم أطاعوهم في معصية الله * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه اتخذوا أحبارهم اليهود ورهبانهم النصارى وما أمروا في الكتاب الذي أتاهم وعهد إليهم الا ليعبدوا إلها واحدا لا إله الا هو سبحانه عما يشركون سبح نفسه ان يقال عليه البهتان * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال أحبارهم قراؤهم ورهبانهم علماؤهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الفضيل بن عياض رضي الله عنه قال الأحبار العلماء والرهبان العباد * قوله تعالى (يريدون أن يطفؤا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم قال الاسلام بكلامهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله يريدون أن يطفؤا نور الله يقول يريدون ان يهلك محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ان لا يعبدوا الله بالاسلام في الأرض يعنى بها كفار العرب وأهل الكتاب من حارب منهم النبي صلى الله عليه وسلم وكفر بآياته * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواهم قال هم اليهود والنصارى * قوله تعالى (هو الذي أرسل رسوله) الآية * أخرج أحمد ومسلم والحاكم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى فقالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله انى كنت أظن حين أنزل الله ليظهره على الدين كله ان ذلك سيكون تاما فقال إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ثم يبعث الله ريحا طيبة فيتوفى من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من خير فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم * وأخرج أبو الشيخ عن السدى عنه هو الذي أرسل رسوله بالهدى يعنى بالتوحيد والقرآن والاسلام * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون قال يظهر الله نبيه صلى الله عليه وسلم على أمر الدين كله فيعطيه إياه كله ولا يخفى عليه شئ منه وكان المشركون واليهود يكرهون ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ليظهره على الدين كله فديننا فوق الملل ورجالنا فوق نسائهم ولا يكونون رجالهم فوق نسائنا * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في سننه عن جابر رضي الله عنه في قوله ليظهره على الدين كله قال لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني صاحب ملة الا الاسلام حتى تأمن الشاة الذئب والبقرة الأسد والانسان الحية وحتى لا تقرض فأرة جرابا وحتى توضع الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير وذلك إذا نزل عيسى بن مريم عليه السلام * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ليظهره على الدين كله قال الأديان ستة الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا فالأديان كلها تدخل في دين الاسلام والاسلام لا يدخل في شئ منها فان الله قضى فيما حكم وأنزل ان يظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون * وأخرج عبد ابن حميد وأبو الشيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله ليظهره على الدين كله قال خروج عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ان كثيرا من الأحبار) الآية * أخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله يا أيها الذين آمنوا ان كثيرا من الأحبار يعنى علماء اليهود والرهبان علماء النصارى ليأكلون أموال الناس بالباطل والباطل كتب كتبوها لم ينزلها الله تعالى فأكلوا بها الناس وذلك قول الله تعالى الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هو من عند الله وما هو من عند الله * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في الآية قال أما الأحبار فمن اليهود وأما الرهبان فمن النصارى وأما سبيل الله فمحمد صلى الله عليه
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»
الفهرست