الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٥
أزار وأسقع فسألوه عمن يؤمن به من الرسل قال أو من بالله وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لا تفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته وقالوا لا نؤمن بعيسى فأنزل الله قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا الا ان آمنا بالله وما أنزل إلينا إلى قوله فاسقون * قوله تعالى (قل هل أنبئكم بشر من ذلك) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن زيد قال المثوبة الثواب مثوبة الخير ومثوبة الشر وقرئ بشر ثوابا * وأخرج أبو الشيخ عن السدى في قوله مثوبة عند الله يقول ثوابا عبد الله * قوله تعالى (وجعل منهم القردة والخنازير) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وجعل منهم القردة والخنازير قال مسخت من يهود * واخرج أبو الشيخ عن أبي مالك انه قيل كانت القردة والخنازير قبل ان يمسخوا قال نعم وكانوا مما خلق من الأمم * واخرج مسلم وابن مردويه عن ابن مسعود قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير أهي مما مسخ الله فقال إن الله لم يهلك قوما أو يمسخ قوما فيجعل لهم نسلا ولا عاقبة وان القردة والخنازير قبل ذلك * وأخرج الطيالسي وأحمد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن مسعود قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير أهي من نسل اليهود فقال لان الله لم يلعن قوما قط فمسخهم فكان لهم نسل ولكن هذا خلق فلما غضب الله على اليهود فمسخهم جعلهم مثلهم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحيات مسخ الجن كما مسخت القردة والخنازير * وأخرج ابن جرير عن عمرو بن كثير عن أفلح مولى أبى أيوب الأنصاري قال حدث ان المسخ في بني إسرائيل من الخنازير كان ان امرأة كانت من بني إسرائيل كانت في قرية من قرى بني إسرائيل وكان فيها ملك بني إسرائيل وكانوا قد استجمعوا على الهلكة الا أن تلك المرأة كانت على بقية من الاسلام متمسكة فجعلت تدعو إلى الله حتى إذا اجتمع إليها ناس فبايعوها على أمرها قالت لهم انه لا بد لكم من أن تجاهدوا عن دين الله وان تنادوا قومكم بذلك فاخرجوا فإني خارجة فخرجت وخرج إليها ذلك الملك في الناس فقتل أصحابها جميعا وانفلتت من بينهم ودعت إلى الله حتى تجمع الناس إليها حتى إذا رضيت منهم أمرتهم بالخروج فخرجوا وخرجت معهم فأصيبوا جميعا وانفلتت منهم ثم دعت إلى الله حتى إذا اجتمع إليها رجال واستجابوا لها أمرتهم بالخروج فخرجوا وخرجت معهم فأصيبوا جميعا وانفلتت منهم ثم دعت إلى الله حتى إذا اجتمع إليها رجال واستجابوا لها أمرتهم بالخروج فخرجوا وخرجت معهم فأصيبوا جميعا وانفلتت من بينهم فرجعت وقد أيست وهي تقول سبحان الله لو كان لهذا الدين ولى وناصر لقد أظهره بعد فباتت محزونة وأصبح أهل القرية يسعون في نواحيها خنازير مسخهم الله في ليلتهم تلك فقالت حين أصبحت ورأت ما رأت اليوم اعلم أن الله قد أعز دينه وأمر دينه قال فما كان مسخ الخنازير في بني إسرائيل لا على يدي تلك المرأة * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سيكون في أمتي خسف ورجف وقردة وخنازير والله أعلم * قوله تعالى (وعبد الطاغوت) * أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن زهير قال قلت لابن أبي ليلى كيف كان طلحة يقرأ الحرف وعبد الطاغوت فسره ابن أبي ليلى وخففه * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء بن السائب قال كان أبو عبد الرحمن يقرأ وعبد الطاغوت بنصب العين والباء * وأخرج ابن جرير عن أبي جعفر النحوي انه كان يقرؤها وعبد الطاغوت كما يقول ضرب الله * وأخرج ابن جرير عن بريدة انه كان يقرؤها وعابد الطاغوت * وأخرج ابن جرير من طريق عبد الرحمن بن أبي حماد قال حدثني الأعمش عن يحيى بن وثاب انه قرأ وعبد الطاغوت يقول خدم قال عبد الرحمن وكان حمزة رحمه الله يقرؤها كذلك * قوله تعالى (وإذا جاؤكم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وإذا جاؤكم قالوا آمنا الآية قال أناس من اليهود وكانوا يدخلون على النبي صلى الله عليه وسلم فيخبرونه انهم مؤمنون راضون بالذي جاء به وهم متمسكون بضلالتهم وبالكفر فكانوا يدخلون بذلك ويخرجون به من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وإذ جاؤكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به فإنهم دخلوا وهم يتكلمون بالحق وتسر
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة