الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٧٥
قبض منه النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة ودخل به البيت يوم الفتح فخرج وهو يتلو هذه الآية فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح قال وقال عمر بن الخطاب لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكعبة وهو يتلو هذه الآية فداؤه أبى وأمي ما سمعته يتلوها قبل ذلك * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوها يا بنى طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم الا ظالم يعنى حجابة الكعبة * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها الآية قال أنزلت هذه الآية في ولاة الامر وفيمن ولى من أمور الناس شيئا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب قال نزلت في الامراء خاصة ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها * وأخرج سعيد بن منصور والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب قال حق على الامام ان يحكم بما أنزل الله وان يؤدى الأمانة فإذا فعل ذلك فحق على الناس ان يسمعوا له وان يطيعوا وان يجيبوا إذا دعوا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال يعنى السلطان يعطون الناس * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال هي مسجلة للبر والفاجر * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في الآية قال هذه الأمانات فيما بينك وبين الناس في المال وغيره * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال إن القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها الا الأمانة يجاء بالرجل يوم القيامة وان كان قتل في سبيل الله فيقال له أد أمانتك فيقول من أين وقد ذهبت الدنيا فيقال انطلقوا به إلى الهاوية فينطلق فتمثل له أمانته كهيئتها يوم دفعت إليه في قعر جهنم فيحملها فيصعد بها حتى إذا ظن أنه خارج بها فهزلت من عاتقه فهوت وهوى معها أبد الآبدين قال زاذان فاتيت البراء بن عازب فقلت أما سمعت ما قال أخوك ابن مسعود قال صدق ان الله يقول إن الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها والأمانة في الصلاة والأمانة في الغسل من الجنابة والأمانة في الحديث والأمانة في الكيل والوزن والأمانة في الدين وأشد ذلك في الودائع * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال إنه لم يرخص لموسر ولا لمعسر * وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية عن الحسن ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك * وأخرج أبو داود والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الايمان من طريق أبى صالح عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك * وأخرج مسلم عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه فهو منافق وان صام وصلى وزعم أنه مسلم من إذ حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان * وأخرج البيهقي في الشعب عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ايمان لمن لا أمانة له ولا صلاة لمن لا وضوء له * وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا حفظ أمانة وصدق حديث وحسن خليقة وعفة طعمة * وأخرج البيهقي عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول ما يرفع من الناس الأمانة وآخر ما يبقى الصلاة ورب مصل لا خير فيه * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول ما يرفع من هذه الأمة الحياء والأمانة فسلوهما الله عز وجل * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن ابن عمر قال لا تنظروا إلى صلاة أحد ولا صيامه وانظروا إلى صدق حديثه إذا حدث والى أمانته إذا ائتمن والى ورعه إذا أشفى * وأخرج البيهقي عن عمر بن الخطاب مثله * وأخرج عن ميمون بن مهران قال ثلاثة تؤدين إلى البر والفاجر الرحم توصل كانت برة أو فاجرة والأمانة تؤدى إلى البر والفجار والعهد يوفى به للبر والفاجر * وأخرج عن سفيان بن عيينة قال من لم يكن له رأس مال فليتخذ الأمانة رأس ماله * أخرج عن أنس قال البيت الذي تكون فيه خيانة لا تكون فيه البركة * وأخرج أبو داود وابن حبان وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن أبي يونس قال سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى قوله كان سميعا بصيرا ويضع ابهاميه على أذنيه والتي تليها على عينه ويقول هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة