الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٨٠
ثلاثا كن يرددن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى واحدة قال نعم * وأخرج البيهقي عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلاق التي لم يدخل بها واحدة * وأخرج ابن عدي والبيهقي عن الأعمش قال بان بالكوفة شيخ يقول سمعت علي بن أبي طالب يقول إذا طلق الرجل امرأته ثلاثا في مجلس واحد فإنه يرد إلى واحدة والناس عنقا واحدا إذ ذاك يأتونه ويسمعون منه قال فأتيته فقرعت عليه الباب فخرج إلى شيخ فقلت له كيف سمعت علي بن أبي طالب يقول فيمن طلق امرأته ثلاثا في مجلس واحد قال سمعت علي بن أبي طالب يقول إذا طلق الرجل امرأته ثلاثا في مجلس واحد فإنه يرد إلى واحدة قال فقلت له أنى سمعت هذا من على قال أخرج إليك كتابا فاخرج فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم قال سمعت علي بن أبي طالب يقول إذا طلق الرجل امرأته ثلاثا في مجلس واحد فقد بانت منه ولا تحل له حتى تنكح زوجا غيره قلت ويحك هذا غير الذي تقول قال الصحيح هو هذا ولكن هؤلاء أرادوني على ذلك * وأخرج البيهقي عن مسلمة بن جعفر الأحمس قال قلت لجعفر بن محمد يزعمون أن من طلق ثلاثا بجهالة رد إلى السنة يجعلونه واحدة يروونها عنكم قال معاذ الله ما هذا من قولنا من طلق ثلاثا فهو كما قال * وأخرج البيهقي عن بسام الصيرفي قال سمعت جعفر بن محمد يقول من طلق امرأته ثلاثا بجهالة أو علم فقد برئت منه * وأخرج ابن ماجة عن الشعبي قال قلت لفاطمة بنت قيس حدثيني عن طلاقك قالت طلقني زوجي ثلاثا وهو خارج إلى اليمن فأجاز ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (ولا يحل لكم ان تأخذوا مما آتيتموهن شيئا) الآية * أخرج أبو داود في ناسخه وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان الرجل يأكل من مال امرأته نحلته الذي نحلها وغيره لا يرى أن عليه جناحا فأنزل الله ولا يحل لكم أن تأخذوا مما أتيتموهن شيئا فلم يصلح لهم بعد هذه الآية أخذ شئ من أموالهن الا بحقها ثم قال الا أن يخافا أن لا يقيما حدود الله فان خفتم أن لا يقيما حدود الله وقال فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله الا أن يخافا أن لا يقيما حدود الله قال الا ان يكون النشوز وسوء الخلق من قبلها فتدعوك إلى أن تفتدي منك فلا جناح عليك فيما افتدت به * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال نزلت هذه الآية في ثابت بن قيس وفي حبيبة وكانت اشتكته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تردين عليه حديقته قالت نعم فدعاه فذكر له ذلك فقال ويطيب لي ذلك قال نعم قال ثابت قد فعلت فنزلت ولا يحل لكم ان تأخذوا مما آتيتموهن شيئا الا أن يخافا أن لا يقيما حدود الله الآية * وأخرج مالك والشافعي وأحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي من طريق عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن حبيبة بنت سهل الأنصاري انها كانت نحت ثابت بن قيس وان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصبح فوجدها عند بابه في الغلس فقال من هذه فقالت أنا حبيبة بنت سهل فقال ما شأنك قالت لا انا ولا ثابت فلما جاء ثابت بن قيس قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه حبيبة بنت سهل قد ذكرت ما شاء الله ان تذكر فقالت حبيبة يا رسول الله كلما أعطاني عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ منها فاخذ منها وجلست في أهلها * وأخرج عبد الرزاق وأبو داود وابن جرير والبيهقي من طريق عمرة عن عائشة ان حبيبة بنت سهل كانت تحت ثابت بن قيس بن شماس فضربها فكسر يدها فاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الصبح فاشتكته إليه فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابتا فقال خذ بعض مالها وفارقها قال ويصلح ذلك يا رسول الله قال نعم قال فإني أصدقتها حديقتين فهما بيدها فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذهما وفارقها ففعل ثم تزوجها أبي بن كعب فخرج بها إلى الشام فتوفت هناك * وأخرج البخاري والنسائي وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس ان جميلة بنت عبد الله ابن سلول امرأة ثابت بن قيس قالت ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكني لا أطيقه بغضا وأكره الكفر في الاسلام قال أتردين عليه حديقته قالت نعم قال اقبل الحديقة وطلقها تطليقة ولفظ ابن ماجة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يأخذ منها حديقته ولا يزداد * وأخرج ابن جرير عن عكرمة انه سئل هل كان للخلع أصل قال كان ابن عباس يقول إن أول خلع كان في الاسلام في أخت عبد الله بن أبي انها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله لا يجمع رأسي ورأسه شئ أبدا انى رفعت جانب الخباء فرأيته أقبل في عدة فإذا هو أشدهم سوادا
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»
الفهرست