الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٦٢
واحد * وأخرج ابن جرير من طريق سعيد بن أبي هلال ان عبد الله بن علي حدثه انه بلغه ان ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلسوا يوما ورجل من اليهود قريب منهم فجعل بعضهم يقول انى لآتي امرأتي وهي مضطجعة ويقول الآخر انى لآتيها وهي قائمة ويقول الآخر انى لآتيها وهي باركة فقال اليهودي ما أنتم الا أمثال البهائم ولكنا انما نأتيها على هيئة واحدة فأنزل الله نساؤكم حرث لكم الآية * وأخرج وكيع وابن أبي شيبة والدارمي عن الحسن قال كانت اليهود لا يألون ما شدد على المسلمين كانوا يقولون يا أصحاب محمد انه والله ما يحل لكم أن تأتوا نساءكم الا من وجه واحد فأنزل الله نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم فخلى الله بين المؤمنين وبين حاجتهم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ان اليهود كانوا قوما حسدا فقالوا يا أصحاب محمد انه والله مالكم ان تأتوا النساء الا من وجه واحد فكذبهم الله فأنزل الله نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم فخلى بين الرجال وبين نسائهم يتفكه الرجل من امرأته يأتيها ان شاء من قبل قبلها وان شاء من قبل دبرها غير أن المسلك واحد * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال قالت اليهود للمسلمين انكم تأتون نساءكم كما تأتى البهائم بعضها بعضا يبركوهن فأنزل الله نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم ولا باس أن يغشى الرجل المرأة كيف شاء إذا أتاها في الفرج * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم قال ذلك أن اليهود عرضوا بالمؤمنين في نسائهم وعيروهم فأنزل الله في ذلك وأكذب اليهود وخلى بين المؤمنين وبين حوائجهم في نسائهم * وأخرج ابن عساكر من طريق محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال كان عبد الله بن عمر يحدثنا ان النساء كن يؤتين في أقبالهن وهن موليات فقالت اليهود من جاء امرأته وهي مولية جاء ولده أحول فأنزل الله نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبيهقي في الشعب من طريق صفية بنت شيبة عن أم سلمة قالت لما قدم المهاجرون المدينة أرادوا أن يأتوا النساء في أدبارهن في فروجهن فأنكرن ذلك فجئن إلى أم سلمة فذكرن ذلك لها فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم صماما واحدا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والدارمي وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن عبد الرحمن بن سابط قال سألت حفصة بنت عبد الرحمن فقلت لها انى أريد أن أسألك عن شئ وأنا أستحي أن أسألك عنه قالت سل ابن أخي عما بدا لك قال أسألك عن اتيان النساء في أدبارهن فقالت حدثتني أم سلمة قالت كانت الأنصار لا تجبى وكانت المهاجرون تجبى وكانت اليهود تقول انه من جبى امرأته كان الولد أحول فلما قدم المهاجرون المدينة نكحوا في نساء الأنصار فجبوهن فأبت امرأة أن تطيع زوجها وقالت لن تفعل ذلك حتى نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتت أم سلمة فذكرت لها ذلك فقالت اجلسي حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم استحيت الأنصارية أن تسأله فخرجت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ادعوها لي فدعيت فتلا عليها هذه الآية نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم صماما واحدا قال والصمام السبيل الواحد * وأخرج في مسند أبي حنيفة عن حفصة أم المؤمنين ان امرأة أتتها فقالت إن زوجي يأتيني مجبأة ومستقبلة فكرهته فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا بأس إذا كان في صمام واحد * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه والنسائي وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني والخرائطي في مساوئ الأخلاق والبيهقي في سننه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال جاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت قال وما أهلكك قال حولت رحلي الليلة فلم يرد عليه شيئا فأوحى الله إلى رسوله هذه الآية نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم يقول أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة * وأخرج أحمد عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية نساؤكم حرث لكم في أناس من الأنصار أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتها على كل حال إذا كان في الفرج * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والخرائطي عن ابن عباس قال أتى ناس من حمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن أشياء فقال له رجل انى أحب النساء وأحب أن آتي امرأتي مجبأة فكيف ترى في ذلك فأنزل الله في سورة البقرة بيان ما سألوا عنه وأنزل فيما سأل عنه الرجل
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»
الفهرست