الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٤
3783 وجمهور أهل السنة منهم السلف وأهل الحديث على الإيمان بها وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى ولا نفسرها مع تنزيهنا له عن حقيقتها 3784 أخرج أبو القاسم اللالكائي في السنن عن طريق قرة بن خالد عن الحسن عن أمه عن أم سلمة في قوله تعالى * (الرحمن على العرش استوى) * قالت الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والإقرار به من الإيمان والجحود به كفر 3785 وأخرج أيضا عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سئل عن قوله * (الرحمن على العرش استوى) * فقال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ المبين وعلينا التصديق 3786 وأخرج أيضا عن مالك أنه سئل عن الآية فقال الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة 3787 وأخرج البيهقي عنه أنه قال (هو كما وصف نفسه ولا يقال كيف وكيف) مرفوع 3788 وأخرج اللالكائي عن محمد بن الحسن قال اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالصفات من غير تفسير ولا تشبيه 3789 وقال الترمذي في الكلام على حديث الرؤية المذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم قالوا (نروي هذه الأحاديث كما جاءت ونؤمن بها ولا يقال كيف ولا نفسر ولا نتوهم) 3790 وذهبت طائفة من أهل السنة على أننا نؤولها على ما يليق بجلاله تعالى وهذا مذهب الخلف وكان إمام الحرمين يذهب إليه ثم رجع عنه فقال في الرسالة النظامية الذي نرتضيه دينا وندين الله به عقدا اتباع سلف الأمة فإنهم درجوا على ترك التعرض لمعانيها 3791 وقال ابن الصلاح على هذه الطريقة مضى صدر الأمة وساداتها
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»