التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٨٥
لوجهين أحدهما أن الضلال وصف لازم للنصارى ألا ترى قوله تعالى ولا الضالين والآخر أنه يبعد نهي النصارى عن اتباع اليهود مع ما بينهم من الخلاف والشقاق * (على لسان داود وعيسى ابن مريم) * أي في الزبور والإنجيل * (لا يتناهون) * أي لا ينهي بعضهم بعضا * (عن منكر) * فإن قيل لم وصف المنكر بقوله فعلوه والنهي لا يكون بعد الفعل فالجواب أن المعنى لا يتناهون عن مثل منكر فعلوه أو عن منكر إن أرادوا فعله * (ترى كثيرا منهم) * إن أراد أسلافهم فالرؤية بالقلب وإن أراد المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم وهو الأظهر فهي رؤية عين * (والنبي وما أنزل إليه) * يعني محمدا صلى الله عليه وسلم * (ما اتخذوهم أولياء) * يعني ما اتخذوا الكفار أولياء * (لتجدن أشد الناس عداوة) * الآية إخبار عن شدة عداوة اليهود وعبدة الأوثان للمسلمين * (ولتجدن أقربهم مودة) * الآية إخبار أن النصارى أقرب إلى مودة المسلمين وهذا الأمر باق إلى آخر الدهر فكل يهودي شديد العداوة للإسلام والكيد لأهله * (ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا) * تعليل لقرب مودتهم والقسيس العالم والراهب العابد * (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول) * الآية هي في النجاشي وفي الوفد الذين بعثهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهوسبعون رجلا فقرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فبكوا كما بكى النجاشي حين قرأ عليه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه سورة مريم وقال السهيلي نزلت في وفد نجران وكانوا نصارى عشرين رجلا فلما سمعوا القرآن بكوا * (مما عرفوا من الحق) * من الأولى سببية والثانية بيان للجنس * (آمنا) * أي بالقرآن من عند الله * (مع الشاهدين) * أي مع المسلمين وكذلك مع القوم الصالحين * (وما لنا لا نؤمن بالله) * توقيف لأنفسهم أو محاجة لغيرهم * (ونطمع) * قال الزمخشري الواو للحال وقال ابن عطية لعطف جملة على جملة لا لعطف فعل على فعل * (لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) * سببها أن قوما من
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»