تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٥١٨
سبعة آباء وكان سياحا واسمه كاشح * (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما) * أي الحلم وكمال الرأي * (ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك) * مرحومين من ربك ويجوز أن يكون علة أو مصدرا لأراد فإن إرادة الخير رحمة وقيل متعلق بمحذوف تقديره فعلت رحمة من ربك ولعل اسناد الإرادة أولا إلى نفسه لأنه المباشرك للتعيب وثانيا إلى الله والى نفسه لان التبديل باهلاك الغلام ويجاد الله بدله وثالثا إلى الله وحده لأنه لا مدخل له في بلوغ الغلامين أو لان الأول في نفسه شر والثالث خير والثاني ممتزج أو لاختلاف حال العارف في الالتفات إلى الوسائط * (وما فعلته) * وما فعلت ما رأيته * (عن أمري) * عن رأي وانما فعلته بأمر الله عز وجل ومبنى ذلك على أنه إذا تعارض ضرران يجب تحمل اهونهما لدفع أعظمهما وهو أصل ممهد غير أن الشرائع في تفاصيله مختلة * (ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا) * أي ما لم تستطع فحذف التاء تخفيفا ومن فوائد هذه القصة أن لا يعجب المرء بعلمه ولا يبادر إلى انكار ما لم يستحسنه فلعل فيه سرا لا يعرفه وان يداوم على التعلم ويتذلل للمعلم ويراعي الأدب في المقابل وان ينبه المجرم على جرمه ويعفو عنه حتى يتحقق اصراره ثم يهاجر عنه
(٥١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 ... » »»