تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٣
وقيل العرف ما ارتفع من الشيء فإنه يكون لظهوره اعرف من غيره * (رجال) * طائفة من الموحدين قصروا في العمل فيحبسون بين الجنة والنار حتى يقضي الله سبحانه وتعالى فيهم ما يشاء وقيل قوم علت درجاتهم كالأنبياء عليهم الصلاة والسلام أو الشهداء رضي الله تعالى عنهم أو خيار المؤمنين وعلمائهم أو ملائكة يرون في صورة الرجال * (يعرفون كلا) * من أهل الجنة والنار * (بسيماهم) * بعلامتهم التي أعلمهم الله بها كبياض الوجه وسواده فعل من سام إبله إذا أرسلها في المرعى معلمة أو من وسم على القلب كالجاه من الوجه وإنما يعرفون ذلك بالإلهام أو تعليم الملائكة * (ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم) * أي إذا نظروا إليهم سلموا عليهم * (لم يدخلوها وهم يطمعون) * حال من الواو على الوجه الأول ومن أصحاب على الوجوه الباقية * (وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا) * نعوذ بالله * (ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين) * أي في النار * (ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم) * من رؤساء الكفرة * (قالوا ما أغنى عنكم جمعكم) * كثرتكم أو جمعكم المال * (وما كنتم تستكبرون) * عن الحق أو على الخلق وقرئ تستكثرون من الكثرة * (أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة) * من تتمة قولهم للرجال والإشارة إلى ضعفاء أهل الجنة الذين كانت الكفرة يحتقرونهم في الدنيا ويحلفون أن الله لا يدخلهم الجنة * (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون) * أي فالتفتوا إلى أصحاب الجنة وقالوا
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»