أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٢٤
أحدهما إنما يجري على هذا الروي إذا زدت ياء بعد الباء في قولك كالجوابي فإذا حذفت الياء فليس بكلام تام فيتعلق به أنه ليس على وزن شيء ومنها قوله (* (قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون) *) سبأ 3 فقالوا هذه آية تامة وهي على وزن بيت من الرمل وهذه مغالطة لأنه إنما يكون كذلك بأن تحذف من قولك لا تستأخرون قوله (لا تس) وتوصل قولك يوم بقولك تأخرون وتقف مع ذلك على النون من قولك تأخرون فتقول تأخرونا بالألف ويكون حينئذ مصراعا ثانيا ويتم المصراعان بيتا من الرمل حينئذ ولو قرئ كذلك لم يكن قرآنا ومتى قرئت الآية على ما جاءت لم تكن على وزن الشعر ومنها قوله (* (ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا) *) الإنسان 14 وهذا موضوع على وزن الكامل من وجه وعلى روي الرجز من وزن آخر وهذا فاسد لأن من قرأ عليهم بإسكان الميم يكون على وزن فعول وليس في بحر الكامل ولا في بحر الرجز فعولن بحال ومن أشبع حركة الميم فلا يكون بيتا إلا بإسقاط الواو من دانية وإذا حذفت الواو بطل نظم القرآن ومنها قوله (* (ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك) *) الشرح 2 4 زعموا أرغمهم الله أنها من بحر الرمل وأنها ثلاثة أبيات كل بيت منها على مصراع وهو من مجزوه على فاعلات فاعلات ويقوم فيها فعلات مقامه فيقال لهم ما جاء في ديوان العرب بيت من الرمل على جزأين وإنما جاء على ستة أجزاء تامة كلها فاعلات أو فعلات أو على أربعة أجزاء كلها فاعلات أو فعلات فأما على جزأين كلاهما فاعلات فاعلات فلم يرد قط فيها وكلامهم هذا يقتضي أن تكون كل واحدة من هذه الآيات على وزن بعض بيت وهذا مما لا ننكره وإنما ننكر أن تكون آية تامة أو كلام تام من القرآن على وزن بيت تام من الشعر
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»