تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٣٥٠
سجودك يريد الصلاة * (واقترب) * وتقرب إلى ربك بالسجود فأن أقرب ما يكون العبد إلى ربه إذا سجد كذا الحديث والله أعلم سورة القدر مكية وقيل مدنية وهى خمس آيات بسم الله الرحمن الرحيم * (إنا أنزلناه في ليلة القدر) * عظم القرآن حيث اسند انزاله إليه دون غيره وجاء بضميره دون اسمه الظاهر للاستغناء عن التنبيه عليه ورفع مقدار الوقت الذي أنزله فيه روى أنه أنزل جملة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم كان ينزله جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث عشرين سنة ومعنى ليلة القدر ليلة تقدير الأمور وقضائها والقدر بمعنى التقدير أو سميت بذلك لشرفها على سائر الليالي وهى ليلة السابع والعشرين من رمضان كذا روى أبو حنيفة رحمه الله عن عاصم عن ذرأن أبي بن كعب كان يحلف على ليلة القدر أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان وعليه الجمهور ولعل الداعي إلى اخفائها أن يحي من يريدها الليالي الكثيرة طلبا لموافقتها وهذا كاخفاء الصلاة الوسطى واسمه الأعظم وساعة الإجابة في الجمعة ورضاه في الطاعات وغضبه في المعاصي وفى الحديث من أدركها يقول اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى * (وما أدراك ما ليلة القدر) * أ ى ولم تبلغ درايتك غابة فضلها ثم بين له ذلك بقوله * (ليلة القدر خير من ألف شهر) * ليس فيها ليلة القدر وسبب ارتقاء فضلها إلى هذه الغاية ما يوجد فيها من تنزل الملائكة والروح وفصل كل أمر حكيم وذكر في تخصيص هذه المدة أن النبي عليه السلام ذكر رجلا من بني إسرائيل فبس السلاح في سبيل الله ألف شهر فعجب المؤمنون من ذلك وتقاصرت إليهم أعمالهم فأعطوا ليلة هي خير من مدة ذلك كالغازى * (تنزل الملائكة) * إلى السماء الدنيا أو إلى الأرض * (والروح) * جبريل أو خلق من الملائكة لا تراهم الملائكة إلا تلك الليلة أو الرجمة * (فيها بإذن ربهم من كل أمر) * أي تنزل من أجل كل أمر قضاه الله لتلك السنة إلى قابل وعليه وقف * (سلام هي) * ما هي إلاسلامة خبر ومبتدأ أي لا يقدر الله فيها إلا السلامة والخير ويقتضي في غيرها بلاء وسلامة أو ما هي الاسلام لكثرة ما يسلمون على المؤمنين قيل لا يلقون مؤمنا ولا مؤمنة إلا سلموا عليه في تلك الليلة * (حتى مطلع الفجر) * أي إلى وقت طلوع الفجر وبكسر اللام على وخلف وقد حرم من السلام الذين كفروا والله أعلم
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»