تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٢
يس (67 - 60)) وعند الضحاك لكل كافر بيت من النار يكون فيه لا يرى ولا يرى أبدا ويقول لهم يوم القيامة * (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين) * العهد الوصية وعهد إليه إذا وصاه وعهد الله إليهم ما ركزه فيهم من أدلة العقل وأنزل عليهم دلائل السمع وعبادة الشيطان طاعته فيما يوسوس به إليهم ويزينه لهم * (وأن اعبدوني) * وحدونى وأطيعونى * (هذا) * إشارة إلى ما عهد إليهم من معصية الشيطان وطاعة الرحمن * (صراط مستقيم) * أي صراط بليغ في استقامته ولا صراط أقوم منه * (ولقد أضل منكم جبلا) * بكسر الجيم والباء والتشديد مدنى وعاصم وسهل جبلا بضم الجيم والباء والتشديد يعقوب جبلا مخففا شامي وأبو عمرو وجبلا بضم الجيم والباء وتحفيف اللام غيرهم وهذه لغات في معنى الخلق * (كثيرا أفلم تكونوا تعقلون) * استفهام تقريع على تركهم الانتفاع بالعقل * (هذه جهنم التي كنتم توعدون) * بها * (اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون) * ادخلوها بكفركم وانكاركم لها * (اليوم نختم على أفواههم) * أي تمنعهم من الكلام * (وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) * يروى أنهم يجحدون ويخاصمون فتشهد عليهم جيرانهم وأهاليهم وعشائرهم فيحلفون ما كانوا مشركين فحينئذ يختم على أفواههم وتكلم أيديهم وأرجلهم وفى الحديث يقول العبد يوم القيامة انى لا أجيز على إلا شاهدا من نفسي فيختم على فيه ويقال لأركانه انطقى فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل * (ولو نشاء لطمسنا على أعينهم) * ولو نشاء لمسخناهم قردة أو خنازير أو حجارة * (على مكانتهم) * على مكاناتهم أبو بكر وحماد والمكانة والمكان واحد كالمقامة والمقام أي لمسخناهم في منازلهم حيث يجترحون المآثم * (فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون) * فلم يقدروا على ذهاب ولا مجىء أو مضيا أمامهم ولا يرجعون
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»