تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣٢
سورة إبراهيم من الآية 23 وحتى الآية 27 بما أشركتمون من قبل) أي كفرت بجعلكم إياي شريكا في عبادته وتبرأت من ذلك (إن الظالمين) الكافرين (لهم عذاب أليم) أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي توبة أنبأنا محمد بن أحمد الحارث أنبأنا محمد بن يعقوب الكسائي أنبأنا عبد الله بن محمود ثنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ثنا عبد الله بن المبارك عن رشيد بن سعد أخبرني عبد الرحمن بن زياد عن دخين الحجري عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة ذكر الحديث ثم قال يقول عيسى عليه السلام ذلكم النبي الأمي فيأتوني فيأذن الله لي أن أقوم فيثور من مجلسي أطيب ريح شمها أحد حتى آتي ربي عز وجل فيشفعني ويجعل لي نورا من شعر رأسي إلى ظهر قدمي ثم يقول الكفار قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فمن يشفع لنا فيقولون ما هو غير إبليس هو الذي أضلنا فيأتونه فيقولون له قد وجد المؤمنين من يشفع لهم فقم أنت فاشفع لنا فإنك أنت أضللتنا فيقوم فيثور من مجلسه أنتن ريح شمها أحد ثم تعظم جهنم ويقول عند ذلك (إن الله وعدكم وعد الحق) الآية 23 قوله تعالى (وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام) يسلم بعضهم على بعض وتسلم الملائكة عليهم وقيل المحيي بالسلام هو الله عز وجل 24 وقوله تعالى (ألم تر كيف ضرب الله مثلا) ألم تعلم والمثل قول سائر لتشبيه شيء بشيء (كلمة طيبة) وهي قول لا إله إلا الله (كشجرة طيبة) وهي النخلة يريد كشجرة طيبة الثمرة وقال أبو ظبيان عن ابن عباس هي شجرة في الجنة (أصلها ثابت) في الأرض (وفرعها) أعلاها (في السماء) وكذلك أصل هذه الكلمة راسخ في قلب المؤمن بالمعرفة والتصديق فإذا تكلم بها عرجت فلا تحجب حتى تنتهي إلى الله عز وجل قال الله تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) 25 (تؤتي أكلها) تغطي ثمرها (كل حين بإذن ربها) والحين في اللغة هو الوقت وقد اختلفوا في معناه ها هنا فقال مجاهد وعكرمة الحين ها هنا سنة كاملة لأن النخلة تثمر كل سنة وقال سعيد بن جبير
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»