تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٢
من قتلها فقد سلم من قتل الناس جميعا قال قتادة أعظم الله أجرها وعظم وزرها معناه من استحل قتل مسلم بغير حقه فكأنما قتل الناس جميعا في الإثم لأنهم لا يسلمون منه (ومن أحياها) وتورع عن قتلها (فكأنما أحيا الناس جميعا) في الثواب لسلامتهم منه قال الحسن فكأنما قتل الناس جميعا يعني أنه يجب عليه من القصاص بقتلها مثل الذي يجب عليه لو قتل الناس جمميعا ومن أحياها أي عفا عمن وجب عليه القصاص له فلم يقتله فكأنمما أحيا الناس جميعا قال سيممان بن علي قلت للحسن يا أب سعيد أهي لنا كما كانت لبني إسرائيل قال إي والذي لا إله غيره ما كانت دماء بني إسرائيل أكرم على الله من دمائنا (ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إنن كثيرا ممنهم بعدد ذلك في الأرض لمسرفون) سورة المائدة (33) (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا) الآية قال الضحاك نزلت في قوم من أهل الكتاب كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فنفضوا العهد وقطعوا السبيل وأفسدوا في الأرض وقال الكلبي نزلت في قوم هي ل بن عويمر وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم وداع هلال بن عويمر وهو أبو بردة الأسلمي على أن لا يعينه ولا يعين عليه وممن مر بهلال بن عويمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو آممن لا يهاج فمر قوم من بني كنانة يريدون الإسلامم بناس من أسلمم من قوم هلال بم عويممر ولم يكن هلال شاهدا فشدوا عليهم فقتلوهمم وأخذوا أمموالهم فنزل جبريل عليه السلام بالقضاء فيهم وقال سعيدد بن جبير نزلت في ناس من عرينة وعكل أتو النبي صلى الله عليه وسلم وبايعوه على الإسلام وهم كذبة فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى إبل الصدقة فارتدوا وقتلوا الراعي واستاقوا الإبل أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا علي بن عبد الله ثنا الوليد بن ممسلم ثنا الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي حدثني أبو قلابة الجرمي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قددم علي النبي صلى الله عليه وسلم نفر من عكل فأسلموا واجتووا المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتوا إبل الصددقة فيشربوا ممن أبوالها وألبانها ففعلوا فصحوا فارتدووا وقتلوا رعاتها واستاقوا الإبل فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في آثارهم فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم ثم لم يحسمهم حتى ماتوا ورواه أيوب عنن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه قال فقطع أيديهم وأرجلهم ثم أمر بمسامير فكححلهم بها وطرحهم بالحرة يستسقون فمما يسقون حتى مماتوا قال أبو قلابة قتلوا وسرقوا وحاربوا الله وورسوله وسعوا في الأرض فسادا واختلفوا في حكم هؤلاء العرنيين فقال بعضهممم هي منسوخة لأن المثلة لا تجوز وقال بعضهم حكمه ثابت إلا السمل والمثلة وروى قتادة عن ابن سيرين أن ذلك كان قبل أن ينزل الححد وقال أبو الزناد فلما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بهم أنزل الله الحدود ونهاه عن المثلة فلم يعد وعن قتادة قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك كان يحث على الصدقة
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»