تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٦٩
* (بالخنس (15) الجوار الكنس (16) والليل إذا عسعس (17) والصبح إذا تنفس (18) إنه لقول رسول كريم (19) ذي قوة عند ذي العرش مكين (20)). عليها الأفعال في العالم، ونحن نتبرأ إلى الله تعالى من هذا الاعتقاد، ونحيل الجميع على الله تعالى، وإنما النجوم آيات ودلائل ومسخرات خلقت لمعاني ذكرناها من قبل، وفي الآية قول آخر: وهو أن الخنس هي بقر الوحوش.
قال عمرو بن شرحبيل: قال لي عبد الله بن مسعود: أنتم قوم عرب، فما معنى * (الخنس الجوار الكنس)؟ قال عمرو: هي بقر الوحش، قال ابن مسعود: وأنا أرى ذلك وهو أيضا إحدى الروايتين عن ابن عباس، والقول الأول هو المشهور.
والخنس على هذا القول: هي صغار الأنف، والكنس من استتارها في كنسها.
وقوله: * (والليل إذا عسعس) أي: أقبل بظلامه، وقيل: أدبر، وهو من الأضداد.
والأول هو المعروف.
وقوله: * (والصبح إذا تنفس) أي: ظهر وطلع، وقيل: ارتفع.
وقوله: * (إنه لقول رسول كريم) أي قول أنزله رسول كريم أي كريم على مرسله وهو جبريل صلوات الله عليه.
وحمل الآية على ما جاء به جبريل عليه السلام على الرسول من غير القرآن.
فعلى هذا يجوز أن يقال: هو قول جبريل.
وقيل: إن قوله * (رسول كريم) وهو محمد والقول الأول هو المشهور.
وقوله: * (ذي قوة عند ذي العرش مكين) في الخبر أن النبي سأل جبريل عن قوته وأمانته؟.
فقال: ' أما قوتي فإن الله تعالى أرسلني إلى مدائن لوط، وهي أربع مدائن في كل مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذرية فأدخلت جناحي تحتها ورفعتها إلى السماء الدنيا حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح الكلاب وصياح الديكة ثم قلبتها.
وأما أمانتي فإني لم أعد ما أمرت به إلى غيره.
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»