تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٤٧٦
* (وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون (6) يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون (7)) * * وقوله: * (وقودها الناس والحجارة) قد بينا في سورة البقرة، وهو حجارة الكبريت.
وقوله: * (عليها ملائكة غلاظ شداد) أي: غلاظ القلوب، شداد الأيدي. وفي التفسير: أن واحدا منهم يلقي سبعين ألفا بدفعة واحدة في النار. وفي بعض الآثار: ' أن الله تعالى لم يخلق في قلوب الزبانية شيئا من الرحمة '. وعن بعضهم: أنه يأخذ العبد الكافر بعنف شديد، فيقول ذلك العبد: أما ترحمني؟! فيقول: كيف أرحمك، ولم يرحمك أرحم الراحمين.
وفي بعض الآثار أيضا: أن الله تعالى يغضب على الواحد من عبيده، فيقول للملائكة: خذوه فيبتدره مائة ألف ملك، كلهم يغضبون بغضب الله تعالى، فيجرونه إلى النار، والنار أشد غضبا عليه منهم بسبعين ضعفا.
وقوله: * (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم) يعني: يقال لهم يوم القيامة: لا تعتذروا، أي: لا عذر لكم فتعتذروا.
وقوله: * (إنما تجزون ما كنتم تعملون) أي: بعملكم في الدنيا.
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا) قال (الزهري): كل موضع في القرآن * (يا أيها الذين آمنوا) افعلوا كذا فالنبي عليه السلام فيهم. وعن خيثمة قال: كل ما في القرآن * (يا أيها الذين آمنوا) فهو في التوراة يا أيها المساكين. وقد ذكرنا عن ابن مسعود أنه قال: إذا سمعت الله يقول: * (يا أيها الذين آمنوا) فارعها سمعك، فإنه شيء تؤمر به، أو شيء تنهى عنه.
(٤٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 » »»