تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٢٤
* (غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب (46) وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار) * * قال الفراء: وفي الآية تقديم وتأخير، وكأنه قال: ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب، النار يعرضون عليها غدوا وعشيا، وهذا قول فاسد، والصحيح هو الأول.
وقوله: * (ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) قرئ: ' ادخلوا آل فرعون أشد العذاب ' على الأمر لآل فرعون بالدخول.
وقرئ: * (أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) على الأمر لخزنة النار.
والدليل على أن الصحيح هو القول الأول أنه قال: * (يعرضون عليها غدوا وعشيا) إذا كان يوم القيامة، فهو الإدخال حقيقة لا العرض، وإنما العرض في القبر على ما ورد في الحديث. وفي بعض التفاسير: أن الكافر يحيا في القبر كل غدوة وعشية حتى ينظر إلى مقعده من النار، ثم يميته الله تعالى ثانيا، فيكون نظره إلى مقعده من النار أشد عليه من موته، وهو قول شاذ.
وأما آل فرعون فهو فرعون وقومه، وقيل: فرعون نفسه.
قال الشاعر:
(فلا تبك ميتا بعد ميت أحبة * علي وعباس وآل أبي بكر) معناه: وأبي بكر نفسه. وروى عن عبد الله بن أوفى أنه قال: أتيت رسول الله بصدقة بعثها أبي إليه، فقال: ' اللهم صل على آل أبي أوفى '. أي: أبي أوفى نفسه.
قوله تعالى: * (وإذ يتحاجون في النار) أي: يتخاصمون في النار.
وقوله: * (فيقول الضعفاء للذين استكبروا) أي: الأتباع قالوا للقادة.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»