تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٤٦٠
* (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد (107) وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا) * * قال: ' يخرج الله قوما من النار قد صاروا (حمما) فيدخلهم الجنة '.
وفي الباب أخبار كثيرة.
فعلى هذا القول معنى الآية: فأما الذين شقوا: هؤلاء الذين أدخلهم النار * (لهم فيها زفير وشهيق) ظاهر المعنى * (خالدين فيها) مقيمين فيها * (ما دامت السماوات والأرض) عبر بهذا عن طول المكث.
وقوله: * (إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد) الاستثناء وقع على ما بعد الإخراج من النار بشفاعة الأنبياء والمؤمنين.
وأما قوله: * (وأما الذين سعدوا ففي الجنة) أراد به المؤمنين الذين أدخلهم الجنة من غير أن يدخلوا في النار. وقوله: * (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض) أي: مقيمين فيها ما دامت السماوات والأرض، كنى بهذا عن طول المكث، والعرب تقول مثل هذا وتريد به الأبد، فإنهم يقولون: لا آتيك ما دامت السماوات والأرض يعني: لا آتيك أبدا، ولا آتيك ما كان لله في البحر قطرة يعني: لا آتيك أبدا. فخرج هذا الكلام على مخرج كلام العرب. وقوله: * (إلا ما شاء ربك) الاستثناء وقع على المدة التي كانوا في النار قبل إدخالهم الجنة.
وفي الآية قولان آخران معروفان سوى هذا عند أهل المعاني:
أحدهما: أن معنى قوله: * (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض) هو على ظاهره، أي: مدة بقاء السماوات والأرض. وقوله: * (إلا ما شاء ربك) معناه: سوى ما شاء ربك من الزيادة على مدة بقائهما. وحكى الفراء عن العرب أنهم يقولون: لك علي ألف إلا الألفين يعني: سوى الألفين الذين تقدما.
(٤٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 ... » »»