تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ١٧
* (وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم) * * ' ويل للأعقاب من النار ' وروي مرفوعا: ' لا يقبل الله - تعالى - صلاة أحدكم حتى يضع الطهور مواضعه؛ فيغسل وجهه، ثم يديه، ثم يمسح برأسه، ثم يغسل رجليه '.
وقال: ' ما من رجل يتوضأ فيغسل وجهه إلا (خرجت) خطاياه التي نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر من الماء - إلى أن قال -: وإذا غسل رجليه، خرجت خطاياه التي مشت بها قدمه مع الماء، أو مع آخر قطرة من الماء '، وروى: ' أنه رأى رجلا توضأ، وبقي من رجله قدر ظفره لم يصبه الماء؛ فقال: ارجع فأحسن الوضوء ' وأمره بالرجوع دليل وجوب.
فأما قوله: * (وأرجلكم إلى الكعبين) من قرأ بالنصب فهو ظاهر في وجوب الغسل، وأما من قرأ بالخفض فتقديره: فامسحوا برءوسكم، واغسلوا أرجلكم. ويجوز أن يعطف الشيء على الشيء وإن كان يخالفه في الفعل، قال الشاعر:
(ورأيت زوجك في الوغى * متقلدا سيفا ورمحا) أي: متقلدا سيفا، ومتنكبا رمحا، وقال آخر:
(علفتها تبنا وماء باردا *)
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»