تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٥٠٢
* (إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبورا (163) ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى) * * قوله - تعالى -: * (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده) هذا بناء على ما [سبق] من قوله * (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء) يقول الله - تعالى -: قد جعلناك رسولا بالطريق الذي [قد] جعلنا سائر الأنبياء رسلا، وهو الوحي، * (وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان) ذكر عدة من الرسل الذين أوحى إليهم.
فإن قال قائل: لم قدم ذكر عيسى، وهو متأخر؟ قيل: ' الواو ' لا توجب الترتيب، وإنما هي للجمع، وقيل: ذكره اهتماما بأمره، وكان أمر عيسى أهم * (وآتينا داود زبورا) قرأ حمزة: ' زبورا ' - بضم الزاي - فالزبور: فعول بمعنى المفعول، وهو الكتاب الذي أنزل الله - تعالى - على داود، فيه التحميد، والتمجيد، وثناء الله - تعالى -، والزبور: الكتابة، والزبرة قطعة الحديد، ويقال: ما له زبر أي: ما له عقل، وأما الزبور: جمع الزبر.
قوله - تعالى -: * (ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل) وأرسلنا رسلا قد قصصناهم عليك من قبل * (ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما) إنما كلمه بنفسه من غير واسطة، ولا وحي، وفيه دليل على من قال: إن الله خلق كلاما في الشجرة؛ فسمعه موسى؛ وذلك لأنه قال: * (وكلم الله موسى تكليما)
(٥٠٢)
مفاتيح البحث: أهل الكتاب (1)، الترتيب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 497 498 499 500 501 502 503 504 505 506 507 ... » »»