تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٣١٨
* (العالمين (42) يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين (43) ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت) * * على (جميع نساء) العالمين؛ في أنها ولدت بلا أب، ولم يكن ذلك لأحد من نساء العالم.
قوله تعالى: * (يا مريم اقتني لربك) أي: أطيعي ربك، وقومي لطاعته. والقنوت: طول القيام، قال مجاهد: معناه أطيلي القيام لربك، وقيل: إنها قامت حتى انتفخت قدماها وتورمت. وسمى القنوت في الصلاة؛ لأنه في حال القيام، وعن النبي ' أنه سئل عن أفضل الصلاة، فقال: طول القنوت ' أي: طول القيام.
* (واسجدي واركعي مع الراكعين) قيل: إنما قدم السجود على الركوع؛ لأنه كان كذلك في شريعتهم، وقيل لا، بل الركوع قبل السجود في جميع الشرائع، وليست الواو للترتيب، بل للجمع، ويجوز أن يقول الرجل: رأيت زيدا وعمرا، وإن كان قد رأى عمرا قبل زيد، ويجوز أن نقول: رأيت عمرا وزيدا أي زيدا وعمرا، قال الشاعر:
(ألا يا نخلة من ذات عرق * عليك ورحمة الله والسلام) أي: عليك السلام ورحمة الله، فكذلك قوله: * (واسجدي واركعي) أي: واركعي واسجدي، وإنما قال: مع الراكعين، ولم يقل مع الراكعات؛ ليكون أعم وأشمل، وقيل معناه: مع المصلين في الجماعة.
قوله - تعالى -: * (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك) يقول لمحمد: ذلك من أخبار الغيب نوحيه إليك * (وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون) فالأقلام: السهام، وإنما سمى قلما؛ لأنه يقطع ويبرى. وأصل القلم: القطع، ومنه قلم الظفر.
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»