تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ٦٥
الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا) *).
قوله: " * (يوم تقلب وجوههم في النار) *) ظهرا لبطن حين يسحبون عليها. وقراءة العامة بضم التاء وفتح اللام على المجهول. وروي عن أبي جعفر بفتح التاء واللام على معنى يتقلب. وقرأ عيسى بن عمر (نقلب) بضم النون وكسر اللام. " * (وجوههم) *) نصبا.
" * (يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول) *) في الدنيا " * (وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا) *) قادتنا ورؤسانا في الشرك والضلالة. وقرأ الحسن وابن عامر وأبو حاتم (ساداتنا) جمع بالألف وكسر التاء على جمع الجمع " * (فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب) *) أي مثلي عذابنا " * (والعنهم لعنا كبيرا) *) قرأ يحيى بن وثاب وعاصم " * (كبيرا) *) بالباء وهي قراءة أصحاب عبد الله. وقرأ الباقون بالثاء، وهي اختيار أبي حاتم وأبي عبيد، ثم قالا: إنا اخترنا الثاء لقوله: " * (ويلعنهم اللاعنون) *) وقوله: " * (أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) *) فهذا يشهد للكثرة.
وأخبرني أبو الحسين عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: سمعت أبا الحسن عبد الله بن محمد بن جعفر بن شاذان البغدادي من حفظه إملاء يقول: سمعت محمد بن الحسن ابن قتيبة العسقلاني بعسقلان ورملة أيضا يقول: سمعت محمد بن أبي السري يقول: رأيت في المنام كأني في مسجد عسقلان وكان رجلا يناظرني وهو يقول: " * (والعنهم لعنا كبيرا) *) وأنا أقول كثيرا فإذا النبي صلى الله عليه وسلم وكان في وسط المسجد منارة لها باب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقصدها فقلت: هذا النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: السلام عليك يا رسول الله، استغفر لي، فأمسك عني فجئت عن يمينه فقلت: يا رسول الله، استغفر لي فأعرض عني، فقمت في صدره فقلت: يا رسول الله حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله: أنك ما سئلت شيئا قط فقلت: لا، فتبسم، ثم قال: (اللهم اغفر له)، فقلت: يا رسول الله، إني وهذا نتكلم في قوله: " * (والعنهم لعنا كبيرا) *) وهو يقول: " * (كبيرا) *) وأنا أقول: (كثيرا)، قال: فدخل المنارة وهو يقول: كثيرا إلى أن غاب صوته عني.، يعني بالثاء.
(* (ياأيها الذين ءامنوا لا تكونوا كالذين ءاذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها * ياأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما * إنا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا * ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما) *
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»