تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ٢٩٨
قال ابن عباس: هو تبديل الكلام ووضعه في غير موضعه، وقال مجاهد: " * (يلحدون في آياتنا) *) بالمكاء والتصدية واللغو واللغط. قتادة: يعني يكذبون في آياتنا. السدي: يعاندون ويشاققون. ابن زيد: يشركون ويكذبون. قال مقاتل: نزلت في أبي جهل لعنه الله.
" * (لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار) *) أبو جهل. " * (خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة) *) عثمان بن عفان وقيل: عمار بن ياسر " * (اعملوا ما شئتم) *) أمر وعيد وتهديد " * (إنه بما تعملون بصير) *) عالم فيجاز بكم به.
" * (إن الذين كفروا بالذكر) *) بالقرآن. " * (لما جاءهم) *) حين جاءهم. " * (وإنه لكتاب عزيز) *) كريم على الله عن ابن عباس، وقال مقاتل: منيع من الشيطان والباطل. السدي: غير مخلوق. " * (لا يأتيه الباطل) *) قال قتادة والسدي: يعني الشيطان. " * (من بين يديه ولا من خلفه) *). فلا يستطيع أن يغير أو يزيد أو ينقص، وقال سعيد بن جبير: يعني لا يأتيه النكير من بين يديه ولا من خلفه، وقيل: لا يأتيه ما يبطله أو يكذبه من الكتب المتقدمة، بل هو موافق لها مصدق ولا يجي بعده كتاب يبطله وينسخه، بل هو موافق لها مصدق. عن الكلبي. " * (تنزيل من حكيم حميد ما يقال لك) *) من الأذى. " * (إلا ما قد قيل للرسل من قبلك) *) يعزي نبيهصلى الله عليه وسلم " * (إن ربك لذو مغفرة) *) لمن تاب. " * (وذو عقاب أليم) *) لمن أصر.
" * (ولو جعلناه قرآنا أعجميا) *) بغير لغة العرب. " * (لقالوا لولا فصلت) *) بينت. " * (آياته) *) بلغتنا حتى نفقهها، فإنا قوم عرب، ما لنا وللأعجمية. " * (أأعجمي وعربي) *) يعني أكتاب أعجمي ونبي عربي. قال مقاتل: وذلك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على يسار غلام ابن الحضرمي وكان يهوديا أعجميا ويكنى (أبا فكيهة)، فقال المشركون: إنما يعلمه يسار، فأخذه سيده عامر بن الحضرمي، وضربه، وقال: إنك تعلم محمدا. فقال يسار: هو يعلمني. فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقرأ الحسن: أعجمي بهمزة واحدة على الخبر، وكذلك رواه هشام عن أهل الشام.
ووجهه ما روى جعفر بن المغيرة عن سعيد بن جبير، قال: قالت قريش: لولا أنزل هذا القرآن أعجميا وعربيا حتى تكون بعض آياته أعجميا وبعضها عربيا، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وأنزل في القرآن بكل لسان، فمنه السجيل، وهي فارسية عربت سنك وكل، والقراءة الصحيحة قراءة العامة بالاستفهام على التأويل الأول.
" * (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى) *) أخبرنا محمد بن نعيم، أخبرنا الحسين بن الحسين بن أيوب، أخبرنا علي بن عبد العزيز، أخبرنا القاسم بن سلام، حدثنا حجاج بن أيوب، عن شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سلمان بن قتيبة، عن ابن عباس ومعاوية وعمرو ابن العاص، إنهم كانوا يقرأون هذه الحروف بكسر الميم
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»