تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ٢١٤
" * (من شكله) *) مثله " * (أزواج) *) أصناف من العذاب والكناية في شكله راجعة إلى العذاب في قوله هذا.
وأما قوله " * (هذا فوج مقتحم معكم) *) قال ابن عباس: هو أن القادة إذا دخلوا النار ثم دخل بعدهم الأتباع قالت الخزنة للقادة " * (هذا) *) يعني الاتباع " * (فوجا) *) جماعة " * (مقتحم معكم) *) النار، أي داخلوها كما دخلتم.
فقالت السادة: " * (لا مرحبا بهم) *) يعني بالأتباع " * (إنهم صالوا النار) *) كما صليناها، فقال الاتباع للسادة: " * (بل أ نتم لا مرحبا بكم أ نتم قدمتموه لنا) *) أي شرعتم وسننتم الكفر لنا " * (فبئس القرار) *) أي قرارنا وقراركم، والمرحب والرحب السعة، ومنه رحبة المسجد.
قال أبو عبيدة: يقول العرب للرجل: لامرحبا بك، أي لا رحبت عليك الأرض، أي اتسعت.
وقال القتيبي: معنى قولهم: مرحبا وأهلا وسهلا، أي أتيت رحبا وسعة، وأتيت سهلا لاحزنا، وأتيت أهلا لاغرباء، فأنس ولا تستوحش، وهي في مذهب الدعاء كما تقول: لقيت خيرا، فلذلك نصب.
قال النابغة:
لا مرحبا بغد ولا أهلا به إن كان تفريق الأحبة في غد 2 (* (قالوا ربنا من قدم لنا هاذا فزده عذابا ضعفا فى النار * وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار * أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار * إن ذلك لحق تخاصم أهل النار * قل إنمآ أنا منذر وما من إلاه إلا الله الواحد القهار * رب السماوات والارض وما بينهما العزيز الغفار * قل هو نبأ عظيم * أنتم عنه معرضون * ما كان لى من علم بالملإ الاعلى إذ يختصمون * إن يوحى إلى إلا أنمآ أنا نذير مبين) *) 2 " * (قالوا ربنا من قدم لنا هذا) *) أي شرعه وسنه " * (فزده عذابا ضعفا في النار) *) على عذابنا.
وقال ابن مسعود: يعني حيات وأفاعي.
" * (وقالوا) *) يعني صناديد قريش وهم في النار " * (ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار) *) في دار الدنيا، يعني فقراء المؤمنين " * (أتخذناهم سخريا) *)) .
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»