تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ١٣٥
فاستبقوا الصراط) *): فتبادروا إلى الطريق، " * (فأنى يبصرون) *) وقد طمسنا أعينهم؟ قال ابن عباس ومقاتل وعطاء وقتادة: يعني ولو نشاء لتركناهم عميا يترددون، فكيف يبصرون الطريق حينئذ؟
" * (ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم) *)، أي أقعدناهم في منازلهم قردة وخنازير، والمسخ تحويل الصورة، " * (فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون) *) إلى ما كانوا عليه، وقيل: لا يستطيعون الذهاب ولا الرجوع.
" * (ومن نعمره ننكسه) *)، قرأ الأعمش وعاصم وحمزة بالتشديد. غيرهم بفتح النون وضم الكاف مخففا. أي يرده إلى أرذل العمر شبه حال الصبي الذي هو أول الخلق، وقيل: يصيره بعد القوة إلى الضعف، وبعد الزيادة إلى النقصان، وبعد الحدة والطراوة إلى البلى والخلوقة، فكأنه نكس حاله.
وأخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا ابن حبيش المقرئ قال: حدثنا أبو القاسم بن الفضل قال: حدثنا محمد بن حميد قال: حدثنا مهران بن أبي عمر عن سفيان: " * (ومن نعمره ننكسه في الخلق) *) قال: إذا بلغ ثمانين سنة تغير جسمه. " * (أفلا يعقلون وما علمناه الشعر وما ينبغي له) *) لأنه يورث الشبهة.
أخبرني ابن فنجوية قال: حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق قال: حدثنا حامد بن شعيب عن شريح بن يونس قال: حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي عيينة عن أبيه عن الحكم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بقول العباس بن مرداس: (أتجعل نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة). قالوا: يا رسول الله إنما قال: بين عيينة والأقرع. فأعادها وقال: (بين الأقرع وعيينة). فقام إليه أبو بكرح فقبل رأسه وقال: " * (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) *).
وأخبرنا الحسين بن محمد الحديثي قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال: حدثنا يوسف بن عبد الله بن هامان قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتمثل بهذا البيت: (كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا).
فقال أبو بكر: يا نبي الله، إنما قال الشاعر:
كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا فقال أبو بكر أو عمر: أشهد أنك رسول الله، يقول الله عز وجل: " * (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) *)) .
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»