تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٩٢
فيرزقهما جميعا " * (من عطاء ربك) *) ثم يختلف بهما الحال في المال " * (وما كان عطاء ربك محظورا) *) ممنوعا (محبوسا) عن عباده " * (انظر) *) يا محمد " * (كيف فضلنا بعضهم على بعض) *) في الرزق والعمل، يعني طالب العاجلة وطالب الآخرة " * (وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا لا تجعل مع الله إلاها آخر) *) الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره " * (فتقعد) *) فتبقى " * (مذموما مخذولا وقضى) *) أمر " * (ربك) *).
قال ابن عباس وقتادة والحسن قال زكريا بن سلام: جاء رجل إلى الحسن وقال إنه طلق امرأته ثلاثا، فقال: إنك عصيت ربك وبانت منك امرأتك. فقال الرجل: قضى الله ذلك علي.
قال الحسن وكان فصيحا: ما قضى الله، أي ما أمر الله وقرأ هذه الآية " * (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إ ياه) *) فقال الناس: تكلم الحسن في (القدر).
وقال مجاهد وابن زيد: وأوصى ربك، ودليل هذا التأويل قراءة علي وعبد الله وأبي: ووصى ربك.
وروى أبو إسحاق (الكوفي) عن شريك بن مزاحم أنه قرأ: ووصى ربك وقال: إنهم (أدغوا) الواو بالصاد فصارت قافا.
وقال الربيع بن أنس: (وأوجب) ربك إلا تعبدو إلا إياه.
" * (وبالوالدين إحسانا) *) أي وأمر بالأبوين إحسانا برا بهما وعطفا عليهما " * (إما يبلغن عندك الكبر) *) الكسائي بالألف، وقرأ الباقون: يبلغن بغير الألف على الواحدة وعلى هذه القراءة قوله " * (أحدهما أو كلاهما) *) كلام (مستأنف) كقوله " * (فعموا وصموا كثير منهم) *) وقوله " * (واسروا النجوى) *) ثم ابتدأ فقال: " * (فلا تقل لهما أف) *) فيه ثلاث لغات بفتح الفاء (حيث قد رفع) وهي قراءة أهل مكة والشام واختيار يعقوب وسهيل.
و (أف) بالكسر والتنوين وهي قراءة أهل المدينة وأيوب وحفص.
و (أف) مكسور غير منون وهي قراءة الباقين من القراء، وكلها لغات معروفة معناها واحد.
قال ابن عباس: هي كلمة كراهة. مقاتل: الكلام الرديء الغليظ.
أبو عبيد: أصل الأف والتف الوسخ على الأصابع إذا فتلته وفرق الآخرون بينهما فقيل
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»