تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٧٦
من ولاية اليهود على عبادة بن الصامت فهو لك دونه) قال: قد قبلت فأنزل الله عز وجل هذه الآية. قال السدي: لما كانت وقعة أحد اشتد على طائفة من الناس وتخوفوا أن يدل عليهم الكفار.
فقال رجل من المسلمين: أما أنا فألحق بدهلك اليهودي وأخذ منه أمانا فإني أخاف أن يدل علينا اليهود.
وقال رجل آخر: أما أنا فالحق بفلان النصراني ببعض أهل الشام فأخذ منه أمانا وأنزل الله هذه الآية ينهاهما.
وقال عكرمة: نزلت في أبي لبانة بن عبد المنذر حين قال للنبي صلى الله عليه وسلم إذا رضوا بحكم سعد إنه الذبح " * (بعضهم أولياء بعض) *) في العون والنصرة، ويدهم واحدة على المسلمين.
" * (ومن يتولهم منكم) *) فيوافقهم على دينهم ويعينهم " * (فإنه منهم) *) يقول ابن سيرين: عن رجل بيع داره من النصارى، يتخذونها بيعة فتلا هذه الآية " * (فترى الذين في قلوبهم مرض) *) الآية، يعني عبد الله بن أبي وصحبه من المنافقين الذين كانوا يوالون اليهود ويصانعونهم ويناصحونهم " * (يسارعون فيهم) *) أي في موالاتهم " * (يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة) *) دولة يعني أن يدور الدهر فنحتاج إلى نصرهم أيانا فنحن نواليهم بذلك.
قال الراجز:
يرد عنك القدر المقدورا ودائرات الدهر أن تدورا " * (فعسى الله أن يأتي بالفتح) *) أي القضاء وقيل: النصر. وقال السدي: فتح مكة.
" * (أو أمر من عنده فيصبحوا) *) يعني هؤلاء المنافقين " * (على ما أسروا في أنفسهم نادمين) *) وحينئذ " * (ويقول الذين آمنوا) *) اختلف القراء فيه:
فقرأ أهل الكوفة: (ويقول) بالواو والرفع على الاستئناف وقرأ أهل البصرة: (ويقول) نصبا والواو عطفا على (أن يأتي) وقرأ الباقون: رفع اللام وحذف الواو، وكذلك هو في مصاحف أهل الشام " * (أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم) *) الآية " * (يا أيها الذين آمنوا من يرتد) *) وقرأ أهل المدينة والشام يرتدد بدالين على إظهار التخفيف " * (منكم عن دينه) *) فيرجع إلى الكفر وهذا المجاز للقرآن وللمصطفى صلى الله عليه وسلم إذ أخبر عن ارتدادهم ولم يكن ذلك في عهده
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»